هناك مجموعة من السياسات التي تم بنيت بشكل عام وفقًا لطبيعة الأوضاع السياسية والعسكرية داخليًا وخارجيًا بهدف منع أو تخفيف حدة التهديد المسلح ومحاولة إبراز القوانين الدولية التي تمنع الاعتداءات المسلحة والتحلي بالمسؤولية القانونية والأخلاقية للأطراف الساعية لوقف النزاع والتأكيد دومًا على رفض مبدأ الحرب وإيجاد الحلول التي تناسب كل أطراف النزاع ومراعاة أسس العدل في ذلك.
من هذا المنطلق تم التركيز على عاملين مهمين أثناء التدخل لحل ودرء الحروب والنزاعات وهما:
مكان ومدى خطورة موقع ساحة النزاع ففي هذة الحالة يجب التحرك فورًا وبخاصة إن كان مكان النزاع يشتمل على الأماكن الحيوية وذات الكثافة السكانية الكبيرة مما يشكل خطرًا وينذر بفداحة الخسائر في الأموال والأرواح….
مدى خطورة توقيت النزاع
بمعنى أنه في ظروف التهديد المحدق ولدرء خطر الحرب القادمة يقترح الإسراع في بدء عمايات التأثير على الأطراف وبخاصة عندما تتوافر أو تتواجد فرضيات للتهديد الفعلي يجب التحرك فورًا نحو الهدف المنشود وعدم السماح بإطلاق الشرارة الأولى لحرب قد يطول أمدها ويصعب حلها.
هذة الصورة فقط توضح للقوات والوسائل العسكرية والسياسية حسب لائحه القوانين العسكرية والمدنية في العديد من دول العالم ان تسن القوانين التي تساعد في حل الخلافات وإيقاف أي توجه من شأنه ان يجلب الحرب والدمار.
ان تعريف مايكل لوند لمبدأ درء الحرب يشير الى عدم الاستعمال الكامل للقوة بل استعمال ما يعرف بالإيحاء باستعمال القوة أي بمعنى نشر افكار الاستعمال السياسي للقوة بقرارات أمميه بإيعاز من الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي مع ان الاستعمال المحدود للقوة في الوقت الحالي لا يحل المشكلة في بعض النزاعات….
النزاع يجري مدفوعًا دائمًا بمجموعة من الرغبات والحاجات فعندما تشعر الاطراف المتفاعلة ان هناك ثمة مصالح بمكن ان تجنيها من جراء الانخراط والدخول في النزاع لا تقدم على الدخول فيه وتغريها تلك المصالح بكسر القواعد السابقة او المغامرة بانتهاك أعراف عامة لأدارة النزاع على مختلف المستويات، وتختلف اشكال الصراعات والنزاعات وفقا لمحصلة اعتقادات وتصورات ورغبات القوى المشاركه في ادوارة وللصراع تواجد في كافة اشكال السلوك البشري والاجتماعي.
ولكل صراع مواضع يقوم عليها وهو موجود في الواقع بحكم توازنات يقوم عليها الواقع ذاته غير انه دائمًا ما يأتي ممتزجًا بالكثير من التبريرات التجتماعية والاقتصادية والسياسية فهناك سبب أصيل لأي صراع كما ان هناك تبرير مباشر لوجودة.
يتأثر النظام الدولي ذاته بالطريقه التي تدار بها الأزمات الدولية بخاصة من جانب القوى العظمى من حيث الإستقرار أو حدوث تغيرات طفيفة أو عميقة فيه الى حد حدوث تحول كامل فيه ليتخذ شكلاً آخر من أشكال القطبية الدولية.
التطرق الى المتغيرات الرئيسية على الساحة الدولية وساحات الصراع والقيم الدولية.
حيث يلعب النظام الدولي دورًا ضابطًا لسلوك وحداته أثناء ادارة الأزمة الاستراتيجيه الدولية لاكن تكرار حدوث الأزمات الدولية في ظل نظام دولي معين يدل على الطبيعه الفوضوية، للسياسات بين الدول التي تدور حول محور النظام.
حيث لا توجد سلطة مركزية لضبط سلوك عدد كبير من الوحدات السياسية المستقلة، يستمر صراع المصالح بين هذة الوحدات، ويزيد هذا الصراع من فرص حدوث مواجهات عسكرية مباشرة بين الوحدات الدولية.
حيث وبالإمكانية تجنب الصدامات من خلال البدء والتدخل في عمل تهدئه متبادلة وإشراك الحسابات الدقيقه للمصالح الخاصة، فإن بعض صراعات المصالح تكون شديدة وتتحول إلى أزمات تهدد باستخدام القوة العسكرية التي لايمكن تجنبها في الغالب.
وبتزايد العداء بين الدول الى درجة تصبح فيها الحرب وشيكة او محتملة الحدوث.
في حالة اندلاع مثل هذة الازمات فإن كيفية إدارتها تؤثر تؤثر على العلاقات بين القوى العظمى، فهي قد تجمد الصراع بينها، أو قد تساهم في حل بعض القضايا التي انقسم الأطراف الرئيسيون في شأنها ومن ثم تمهد الطريق لتأسيس علاقات اكشر استقرارًا وتناسقًا على المدى البعيد.
إحداث التطورات في الصراع الدولي يحول صراعات محددة إلى صراعات حادة ومن ثم التعجيل بظهور العديد من الأزمات كما تساعد دراسة النظام الدولي على فهم لماذا تظل الحرب ممكنة نسبيًا، ولماذا يكون حل الأزمات سلميًا أكثر صعوبة في ظل هيكل نظام دولي معين دون آخر.
حاولت بعد أن قرأت الكتاب ان ألملم شتات أفكاري محاولاً الغوص في الواقع الذي حل ببلدان الوطن العربي الذي حل عليها فيروس الحرب الأهليه عقب ثورات دموية.
لماذا الحرب؟؟؟
سؤال تم طرحه لمناظرة تاريخية لعالميين أحدهما يمثل النزعة النفسية والآخر النزعة التدميرية وهما فرويد واينشتاين.
هناك بالفعل الكثير من الاسباب لتفجير الحروب كالخوف والكراهية والانتقام والمكانة بين المتحاربين.
في البدء كان العنف عنف القوي المنتصر ثم حصل عن اتحاد الضعفاء لوضع حد لعنف هذا الأخير، لكن دورة العنف لا تتوقف عند اتحاد الضعفاء لأن المجتمعات أكثر تعقيدًا مما نظن فهناك المصالح وعناصر القوى داخلة والعلاقات المتكافئة وغير المتكافئة.
برزت فكرة الحرب العادلة بواسطة نظرية صاغها القديس توماس الاكويني.
من اين تستمد دورة العنف المتجدد مصدرها الأصلي؟
بالنسبه لفرويد فإن العدوانية هي هذا المصدر الذي نبحث عنه، وهي غريزة ترتكز على ميول ونوازع متجذرة في الإنسان ولا يمكن اقتلاعها من جذورها فلا جدوى من التخلص منها لأنها ترتكز على استعداد غريزي بدائي مستقل بذاته.
وكل مايجب على البشر عمله تجاه الغرائز العنيفة بتعبير فرويد من تحاول الابقاء عليها في المستوى الذي لايحتاجون فيه الى ترجمتها الى حرب حيث ان الحرب ضرب من ضروب تصريف العنف للنوازع العدوانيه القاتلة وافترض ان للعدوانية طاقة وان الليبيدو هو الطاقة التي تمد غرائزنا بالحيوية.
في رسالة وجهها أينشتاين إلى فرويد فيما يتعلق بالتنظيم المتوقع للقادة الفكريين في العام ١٣٩١ حيث أبدى إعجابه بفرويد وطريقة تفكيره قائلاً: لا يقاوم كيف ترتبط الغرائز العدوانية والمدمرة في النفس البشرية مع غرائز الحب والشهوة الحياة وفي الوقت ذاته تبرهن حججك المقنعه عن إخلاصك العميق للهدف العظيم لتحرير الانسان الداخلي والخارجي من شرور الحرب وكان هذا هو الأمل العميق لجميع أولئك الذين تم تبجيلهم كقادة معنويين وروحيين خارج حدود زمانهم وبلدانهم.
ان المبدأ العام ان تسوى صراعات المصالح بين البشر عن طريق العنف وهذا أمر ثابت في مملكة الحيوان التي لا يمكن للبشر أن يستثنوا أنفسهم منها ولا شك غن البشر يتصارعون على الآراء ايضا.
إذا سيطرو العنف الغاشم او العنف المدعوم بالفكر.
ينتهي الأمر بين المنتصرين والمهزومين الذين يتحولون بعد المعارك والحروب الى اسياد وعبيد وتصبح عدالة المجتمع حينئذا تعبيرًا عن الدرجات غير المتساوية من حيازة القوة، إذ ان القوانين صنعت على ايدي الأفراد الحاكمين ومن اجلهم، إن الغرائز الإنسانية كالبقاء والاتحاد تعمل على السرعة في حل المشاكل والقبول بالحلول وتساعد الى التوصل الى معادلة بشأن طرق غير مباشرة لمواجهة الحرب حتى وان كان استعداد خوض الحرب ينبع من الغريزة التدميرية.
والإشارة الى ملمحان هما الأكثر أهمية بين ملامح نفسية أخرى متعلقة بالتمدن، أولهما تعزيز الذكاء الذي يبدأ في توجيه الفطرة واستيعاب الدوافع العدوانية داخليًا بكل ما يتبعها من مزايا ومخاطر.
ان الحرب الآن في معارضة شديدة للسلوك النفسي المفروض علينا بسبب عملية التمدن، ولهذا السبب نحن ملزمون بالثورة ضدها لأنه ببساطة لم يعد بوسعنا تحملها بعد الآن،،،
ان هذا ليس مجرد نبذ عاطفي وفكري فنحن المسالمين لدينا عدم تسامح مشروع مع الحرب، بل إحساس متعاظم إلى أعلى درجة إن جاز التعبير.
يبدو الامر كما لو ان انخفاض المعايير الجمالية في الحرب تلعب دورًا أصغر مما تلعبه وحشيتها في ثورتنا، وكم من الوقت سننتظر قبل أن تصبح باقي البشرية مسالمة هي الأخرى.