كلمة لـ “طفيلي” خلال المؤتمر الصحافي الافتراضي بشأن تتبع منشأ فيروس كورونا
للاشتراك بالنشرة البريدية اضغط هنا
تحدث رئيس الجمعية العربية الصينية للتعاون والتنمية السيد قاسم طفيلي خلال المؤتمر الصحافي الافتراضي بشأن تتبع منشأ فيروس كورونا الذي عقدته دائرة العلاقات الخارجية في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني وحضره ممثلون من الجمعيات السياسية والاهلية من ثلاثة عشر دولة عربية. وهنا نص الكلمة:
أصحاب السعادة ،
الأصدقاء الأعزاء
اسمحوا لي ان ابدأ بالإشارة الى ما قاله الرئيس الصيني شي جين بينغ في رسالة التهنئة التي أُرسلها إلى معرض الصين والدول العربية في مقاطعة نيينغشا الأسبوع الفائت. حينما اكد إنه “في مواجهة كوفيد -19، تضافرت جهود الصين والدول العربية لمكافحة الوباء، وضربت مثالًا لمساعدة بعضها البعض والتغلب على الصعوبات معًا”.
وبالفعل لقد كان ولايزال ليد العون والمساعدة الفعالة التي قدمتها الصين للدول العربية في مجال مكافحة الوباء لاسيما تأمين الملايين من اللقاحات إضافة إلى تصنيعها في العديد من الدول العربية, الأثر الكبير لدى الشعوب العربية. ان هذاالدور المشكور للصين يثبت عمق وصلابة العلاقة بين الصين والدول العربية.
وإذ تستمر البشرية بمواجهة كوفيد-19 ومتحوراته المختلفة وهو ما يجب ان يكون باعثاً للقلق وللمزيد من التعاون الدولي لمواجهة هذا الوباء الخطير الذي لا يوفر أية دولة او منطقة في العالم. لكن ما يبعث على القلق والاستغراب هو تجدد المحاولات المغرضة ليس من اجل تسييس هذا الوباء فحسب بل من اجل استخدامه واستخدام مكافحته بأشكال دنيئة وغير انسانية خدمة لأهداف سياسية وجيوسياسية معروفة.
ان المحاولات المغرضة القائمة على الزعم بان هناك مصدر محدد جغرافي او سياسي او قومي او تابع لثقافة شعب معين لهذا الوباء، هي محاولات ليس فقط تفتقد الى الاسس البسيطة للحياد العلمي بل هي تحمل في طياتها
(في ظل الإصرار على عدم فتح المجال لإجراء الكشف على بعض المنشأت والمختبرات المنتشرة في العديد من الدول والمدارة من الطرف المشبوه ذاته) شبهة التمويه ربما لإخفاء امرما وبالتالي فهي محاولات منحازة سلفا حتى ولو تلطت ببعض أوساط هذه المؤسسة الدولية او تلك.
ان الف باء البحث العلمي هو الحياد وهو ان نحاول الحصول على مصادر المعلومة من اماكن مختلفة ومن عينات مختلفة من مناطق مختلفة من العالم وهو ما يجب ان يكون متوفراً. ونحن نتذكر جيداً التجاوب البناء والجهد المشترك الذي قامت به الصين خلال المهمة التي قامت بها منظمة الصحة العالمية والخبراء الدوليين واستنتاجاتها التي يبدو انها لم تكن مستساغة من قبل البعض. لذلك فان البحث عن مصدر الوباء او اسباب تشكله يلزم منظمة الصحة العالمية وغيرها من المراكز البحثية والاستقصائية الدولية لان تأخذ بعين الاعتبار هذه العناصر العلمية التي لا يمكن تجاوزها باي شكل من الاشكال والا فقدت قيمتها البحثية سلفا. وحده الحياد العلمي هو الذي يمكن ان ينتج نتائج علمية، طبعا بالاضافه الى المنهج المتبع وهذا المنهج يقوم بدوره على الحياد ضمنا.
على ان مصدر الاستنكار لكل هذه المحاولات يقع في انعدام المسؤولية الإنسانية لدى بعض الدول التي لا تتوقف عن التبجح بالدفاع عن حقوق الانسان و “الديمقراطية” بينما تستمر الكورونا بالانتشار وتهدد حياة الملايين من البشر وتهدد اقتصاداتهم ومستقبل اوطانهم وفي نفس الوقت نجد هذه الدول لا تظهر اية مسؤولية في مواجهة هذا الخطر. بل هي تمارس التقنين والتفضيل في توزيع اللقاحات بناء لأفضليات جيو سياسية وممارسة التمييز بين الشعوب ما بين القادرين على الدفع أكثر وترك الأمم الأكثر فقرا” تواجه الوباء بشكل اعزل. ان اللقاح ضد الكورونا يجب ان يكون كما اعتبرته وتمارسه الصين منتج صحي عالمي متاح لكل شعوب الأرض بدون تمييز. وهو ما يؤكد على مسؤولية المجتمع العالمي والدول المقتدرة والمنتجة للقاحات لواجب تخطي الخلافات السياسية لصالح تعظيم الهموم الانسانية، وتخطي المرامي السياسية غير البريئة نحو تلبية الحاجات الانسانية المباشرة عبر العالم.
وفي هذا الإطار ينبغي تسجيل ان الشعوب والحكومات العربية قد وقفت ولاتزال الى جانب الصين في وجه الحملات المغرضة المتجددة التي تستهدف تسييس الوباء ومكافحته وهي حملات ينبغي ادانتها وشجبها تكرراً. ونحن ندعو الى اوسع الحملات الإعلامية لفضح هذه السياسات التي لا تقيم اعتباراً لمستقبل وصحة الشعوب.
وفي موازاة ذلك فإننا وباسم الجمعية العربية الصينية للتعاون والتنمية وكمنظمة شعيبة عربية غير حكومية ندعو الأمانة العامة لمنظمة الصحة العالمية للعمل بموجب القرارات واتباع التوصيات بإخلاص لاسيما تلك المستندة الى تقريرالبعثة المشتركة بين منظمة الصحة العالمية والصين بشأن مرض فيروس كورونا 2019. نحن ندعم الخبراءالطبيين والباحثين العلميين في إجراء تتبع شامل للأصل بروح مهنية تغطي عدة بلدان ومواقع متعددة، وذلك لتوفير الخبرة المرجعية اللازمة للوقاية من اية جائحة محتملة قادمة.
ان الأحزاب والمنظمات السياسية والهيئات والمنظمات الشعبية العالمية مدعوة لمواجهة كل محاولات حرف الأنظار ولتعزيز التعاون الدولي لمكافحة وباء كورونا واثاره التدميرية من اجل بناء مجتمع صحي عالمي للجميع ومن اجل مستقبل اكثر اشراقاً للتنمية البشرية.