لمن فاتته متابعة الأجزاء السابقة :
-
اميركا وايران: سياستان متناقضتان لا تلتقيان | سلسلة اليانكي وآيات الله (١)
-
الشرق الاوسط بين ايران واميركا وحلفاءهما| سلسلة اليانكي وآيات الله (٢)
-
أميركا وإيران .. نظرة في العمق | سلسلة اليانكي وآيات الله (3)
-
مؤشرات نجاح واخفاق المفاوضات النووية ج(1)| سلسلة اليانكي وآيات الله (4)
-
أمريكا و إيران … رؤى واستراتيجيات | سلسلة اليانكي وآيات الله (5)
لدراسة العلاقات الدولية وفهمها فانه يجدر بنا ان نعود للتاريخ للالمام بمفردات وأدوات والأبعاد التي تستعملها الدول والتي تحكم عقلية السياسيين وتتحكم في القرارات التي تتخذها الدول ، فلا زالت العقلية الامبراطورية الفارسية تطل وتظهر وتحكم السياسة الإيرانية ففي القدم استعملت الامبراطورية الفارسية المناذرة العرب لصد العرب والتحكم في المنطقة ومواجهة الامبراطورية الرومانية وسعت تلك الامبراطورية دوما للتمدد نحو الشرق والغرب وفي عصرنا تدخل الشاة لضرب القوى المعارضة للنظام العربي الرسمي كمحاربته العسكرية المباشرة لثورة ظفار في عمان ودعمه للقوى والمجموعات الانفصالية في العراق وتحالفه مع الكيان الصهيوني .
بعد الثورة الإيرانية بقيت العقلية الامبراطورية وتغيرت بعض اشكال الاصطفاف لكن لم تتم حل إشكالية التسمية للخليج العربي ولامشكلة احتلال ايران للجزر العربية ولا النظر لحقوق الاقليات وخاصة الأقلية العربية ولم يحرر الاسلام السياسة الفارسية من عقلية الهيمنة وهذا يمكن لمسه من خلال الحالة العراقية ولم ترتكز عملية بناء وادارة الاقتصاد الى المبادئ الاسلامية ولكن مايميز السياسة الإيرانية بانها امبراطورية صبورة طموحة استراتيجية بعيدة المدى سخية ووفية لحلفاءها وأنها تنقل الصراع بعيدا عن حدودها وقادرة على كسب الاوراق لاستعمالها للضغط لتحقيق أهدافها .
اما الامبراطورية الرومانية فمن خلال حلفائها الغساسنة العرب صدت العرب وحاربت الامبراطورية الفارسية وسعت دوما الى السيطرة على الثغور والموانئ والطرق التجارية العربية .
وفي عصرنا سعى الغرب وريث الامبراطورية الرومانية الى استنباط واستعمال غساسنة جدد ممثلة بالنظام العربي الرسمي للحيلولة دون تحقيق الحلم العربي في الوحدة والديمقراطية والسيطرة على الثروات العربية ، وتتم عملية استعمال النظام العربي الرسمي لخوض حروب بالنيابة عن الغرب وبعيدا عن أراضيه كقتال العرب في أفغانستان وزائير وغيرها .
ان السياسة الأمريكية تحتكم الى المصالح الاقتصادية للشركات ، تميل الى السرعة في الإنجاز لاتتردد في استعمال القوة المدمرة للحسم قابلة للمساومة لا تعطي اهمية لمصالح حلفائها وغير مخلصة لهم .
ان السيطرة على الثروات العربية واستعمال الغساسنة الجدد لمواجهة أعداء الولايات المتحدة كالاتحاد السوفييتي سابقا وروسيا والصين في وقتنا الحاضر والحفاظ على وجود الكيان الصهيوني أسس تتحكم في السياسة الغربية بشكل عام والأمريكية بشكل خاص .
لذلك فان دراسة ومتابعة العلاقات بين الغرب بقيادة الولايات المتحدة من جانب وإيران من جانب اخر يجب ان يفهم بانه يدخل في اظار الصراع على الثروات والمناطق الاستراتيجية وانه اساس في الصراع مع روسيا والصين والحفاظ على الكيان الصهيوني هذا بالاضافة الى السعي الى الحيلولة دون ظهور قوة نووية شرقية جديدة خارج السيطرة والإطار الغربي .
ان الملف النووي الإيراني سيكون واحدة من القضايا التي تتم المساومة عليها في عملية التفاوض على الثروات والاراضي العربية وفي اطار الصراع مع الحركة الوطنية العربية والصراع مع الصين وروسيا والحفاظ على الكيان الصهيوني وسيرتهن الالتزام بالاتفاقيات النووية وغير النووية بين ايران والولايات المتحدة الى تبدل الأدوار وعمليات الاصطفاف في اطار عمليات الصراع وستستمر عمليات استعمال الغساسنة والمناذرة من قبل كل طرف لممارسة الضغط والسيطرة على الثروات وإدارة الصراع بعيداً عن اراضي المتصارعين وللحفاظ على الكيان الصهيوني .