أمن

لا تدفعوا العسكر للمفاضلة بين كرامة وطنه وكرامة عائلته

إذا كان جنودنا سيبدأون في التفكير ، فلن يبقى أحد منهم في الجيش. (فريديريك العظيم 1712 - 1786)

ليس الخبر المقتضب الذي نشرته جريدة الاخبار اللبنانية جديدا”. الاخبار اشارت الى رصد الأجهزة الأمنية (الأمن العام والجيش وقوى الأمن الداخلي) فرار ضباط وعناصر من أفرادها لأسباب اقتصادية وعدم توازن المصاريف القليلة للعمل والبيت مع المداخيل الاقل شأنا” ويحصل ذلك تبعا” للاخبار سندا” لطلب اذونات من طبيعة مختلفة لا يعود بعدها العسكريون الى الخدمة.

وكان حسين طليس قد نشر تحقيقا” على موقع قناة الحرة في اكتوبر 2020 اشار فيه الى نفس الظاهرة والى تلك المنافع التي خص لبنان بها قواه العسكرية قبل أن  تضمحل مع الازمة الاقتصادية. وان حجم تلك المنافع كان يجعل الكادر العسكري وظيفة محترمة مثلما هو رسالة.

موقع الملف الاستراتيجي نشر مؤخرا” رايا” لامني متقاعد يعتبر ان معاش “القائد” يكاد يعادل 400 دولار اميركي؟ ويضيف انه بالتصنيف العسكري تعطى صفة القائد لكل من هم برتبة رائد وما فوق. ويقول ان معاش العسكري يقارب المئة دولار، فمن اين ستأتي القوى الامنية بالتصميم والعزم والارادة ناهيك عن الحماسة اللازمة لمواجهة الفوضى؟ بقى العسكري محافظا” على كرامته يمشي رافعا” راسه طوال الحرب الاهلية لانه ” ابن دولة” حافظت على الكرامة الاجتماعية والمعيشية للعسكر.

وكنا قد استشهدنا بكلامه ضمن مقال يحذر من مخاطر الانزلاق الامني في لبنان (الرابط فيما يلي)

بعد اغتيال سليم…لبنان على بعد طلقة كاتم من جهنم

منذ شهرين توقفت الوجبات المتضمنة للحم في غذاء العسكر، ويحصل كما اشار احد العارفين ان يطلب من عسكريين من رتبة مؤهل وما فوق استخدام سياراتهم الخاصة في بعض المهمات وهؤلاء لا يستطيعون رفض ذلك لان همهم الان هو الحفاظ على قسائم المحروقات التي يستفيدون منها.

كذلك توارد الينا ان قائد الجيش العماد جوزيف عون طلب تحويل رواتب العسكريين في الخامس والعشرين من هذا الشهر، علما” ان هذا اقصر شهر في السنة وهذا يعني ان فارق الايام الثلاثة له اثره في معيشة العسكر وهذا مؤشر خطير بدوره اذا صح.

كان لافتا” ما قاله الوزير السابق وئام وهاب على باب قصر بعبدا بعد مطالبته بانصاف الطائفة الدرزية، بان اشار حصرا” الى وضع العسكر، ومهما كان رايك بالرجل فالاكيد انه من القلائل الذين يرون “المصائب والنوائب” في لبنان قبل حصولها.

العسكري انسان محترف ومستعد للموت في سبيل وطنه ولكن اياكم ان تدفعوه للمفاضلة بين قوت عياله وواجبه الوطني، فهذا امتحان لم ينجح فيه انسان في لبنان كما في غيره. اياكم ان تدفعوه ليسعر خدماته الاحترافية واستعداده للموت مقابل ما يحمي كرامة عائلته. عندها سيبدأ العسكر بالتفكير

بعد تجربة الهروب المشهدي من الجيش العراقي ايام داعش لا احد يستطيع ادعاء المفاجأة بما قد يحصل في لبنان.

تحليل اشكالية

يختار الملف الاستراتيجي اسقاطات تتوفر معطياتها في تناقضات الظروف والقوى في حيز اهتمامات الموقع. يستطلع الملف في هذا الباب اراء خبراء من مشارب متعددة قبل اعداد المساهمات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى