ازمة لبنان

طرابلس: بروفا لجهنم القادمة!

للاشتراك بالنشرة البريدية اضغط هنا

ما الذي يجري في طرابلس؟ هل تم استدراج المدينة إلى تفجير غضب ووجع مكبوت لا يحتاج إلا  لعود ثقاب حتى ينفجر؟

لماذا تحركت مناطق مختلفة محسوبة على طوائف وأحزاب الطبقة السياسية بجناحيها، ثم اختفت لتبقى طرابلس في الواجهة والمواجهة؟

الصورة الكبيرة

كنا قد أشرنا منذ شهرين إلى مخطط كبير يحضر للبنان عبر تحويل لبنان إلى ساحات متقاتلة في مقال للباحث مجدي منصور تحدث عن اجتماعات في واشنطن بين ضباط اسرائيليين والادارة الاميركية، حيث عرض الوفد الاسرائيلي الى سيناريوهات متنوعة لتفجير لبنان. وحين سأل الاميركيون الوفد عن ردة فعل حزب الله كانت الاجابة “أن غالب الظن أن الحزب سيدافع عن نفسه وسيدخل في مواجهة حادة دامية ضد الفريق الأخر ، وفى غالب الأمر سيتحول الصراع من تلاسُن سياسي إلى حرب أهلية دامية.”

يمكن قراءة مقال منصور على الرابط التالي:

اجتماعات سرية في واشنطن: ما الذى يُحضر للبنان؟! كتب مجدي منصور

في سبتمبر الماضي كتب جوزيف كيشيشيان في الفورين بولسي مقالا” ترجمه الملف الاستراتيجي بعنوان ” التقسيم هو الحل الامثل للنذور اللبنانية” قائلاً: ”  أن التقسيم خيار جاد من شأنه أن يساعد في تجنب الأخطاء المتكررة التي ميزت لبنان إلى حد كبير خلال القرن الماضي، مضيفة أنه من الواضح تمامًا أنه بينما يشترك اللبنانيون في السمات المشتركة، إلا أنهم لا يستطيعون الاتفاق على الحريات السياسية والاجتماعية الأساسية، والتي لا يمكن الحفاظ عليها إلا من خلال ميثاق سياسي جديد.”

يمكن قراءة المقال المترجم على الرابط ادناه

“فورين بوليسي” تعتبر أنّ التقسيم هو الحل الافضل للبنان!

في قراءة من زاوية مختلفة تماماً، ولكن تتقاطع مع انزلاق لبنان الى الفوضى كتب رجل الاعمال السوري فراس طلاس (وهو ابن العماد مصطفى طلاس ويصنف هو وشقيقه مناف كمنشقان عن النظام السوري)  قبل عشرة أيام ما نصه: جرى البارحة في محيط السيدة زينب اجتماع متعدد حضره مبعوث ايراني مهم ، وحضره ممثل مهم من الحشد الشعبي وآخر من حزب الله العراقي واللبناني بالتنسيق مع فرع أمن سوري تتبع له هذه الامور .
الغاية من الاجتماع إرسال المجموعات الداعشية المحسوبة على ايران الى جهتين ، الاولى والاهم والاخطر هي طرابلس لبنان للتأسيس لامارة داعشية هناك بدءاً من الصدام مع القرى التركمانية ( الامن السوري لديه مخطط منفصل بهذا الامر ) ومن ثم إغراق الشمال اللبناني في قتال سني / سني يغير شكل الحدث الان .
والمجموعة الثانية تخلق اشتباك على الحدود الاسرائيلية / السورية وتستقر هناك في أنفاق ومغارات معدة سابقاً لحزب الله الذي سينسحب فجأة . مخطط قذر يجب العمل ضده وبسرعة. (انتهى الاقتباس).

الصورة من طرابلس

لقد حاول تيار المستقبل القول على لسان النائب محمد الحجار إن رئيس الجمهورية يقف خلف أحداث المدينة ونقلت صحيفة الأخبار عن أحد قياديه انه خارج معادلة ما يجري في طرابلس محاولاً الغمز من رجل الاعمال بهاء الحريري شقيق الرئيس المكلف للحكومة سعد الحريري عبر القول أن الأخير قد توسط مع تركيا لإبعاد المنتدى الذي يرأسه المحامي نبيل الحلبي عن شقيقه.

كلام نفته المنتديات سريعاً عبر بيان لمنتدى طرابلس، مذكرة ان التباعد مع تيار بهاء قد حصل قبل اشهر من زيارة الرئيس الحريري الاخيرة لتركيا، وغامزة بدورها من دور تخريبي لحزب الله في ما يجري في المدينة.  الحلبي الذي دأب منذ اندلاع الشرارة الاخيرة على التحذير من الانزلاق الى التخريب والعنف علق بالامس قائلاً: أشعر بأنّ مخططاً ظلاميًا يستهدف طرابلس على غرار مدينة الموصل” مذكرا” بما قاله رجل الاعمال السوري فراس طلاس.

استمر الغمز صباحا” مع كلام رئيس الحكومة الاسبق نجيب ميقاتي في معرض نفي مسؤولية الاخوين الحريري مشيرا” الى ان المنتديات التي تعمل على الارض لم تعد على علاقة ببهاء الحريري وفي ذلك اتهام غير ضمني للمنتديات وربما يكون ردا” على التظاهرات التي قادتها المنتديات قبل ايام الى منازل السياسيين.

اللواء ريفي اشار الى دور مشبوه للاجهزة الامنية مدافعا” عن موجة الغضب ومهددا” بحمل ابناء طرابلس السلاح للدفاع عنها وهو كلام اشار اليه ايضا” الرئيس ميقاتي بالقول اذا لم يحمينا احد نحن مضطرون لحمل السلاح للدفاع عن انفسنا.

في كافة الحالات اتفق المتنافسون في بيئة المدينة على الغمز من دور ما مشبوه في ما يجري.

لا يمكن تبني تحليلات الصورة العامة المعروضة ولا معلومات السيد طلاس ولا  الاتهامات المعفية للنفس لزعماء المدينة بشكل تام، ولكن يمكن الاستفادة منها للقول انه في ظل التوازن القائم بين مختلف القوى المتصارعة أن في الجنوب والشمال السوريين او في جنوب لبنان وعدم قدرة اي طرف على أحداث تغيير في ميزان القوى بدون المخاطرة بمكتسباته الحالية، قد يبدو الشمال اللبناني الحلقة الأضعف في السلسلة التي تسمح بتمدد الصراع دون خسارة اي طرف لأوراق قوته الرئيسية. هناك صراعات كبيرة يكبتها خوف المتصارعين من قوة اخصامهم وقد تكون طرابلس نطاقاً مناسباً لاستكمال التمترس واستقبال الرئيس الاميركي الجديد استقبالاً حافلاً بالمفرقعات التي يعشق الأميركيون ألوانها.

وضع لبنان قد لا يحتاج مخططات كبرى، فالبلد مهترئ جدا” ويحتاج هزاً خفيفاً ليفرط وعسى لن لا تكون طرابلس الشرارة.

 

 

تحليل اشكالية

يختار الملف الاستراتيجي اسقاطات تتوفر معطياتها في تناقضات الظروف والقوى في حيز اهتمامات الموقع. يستطلع الملف في هذا الباب اراء خبراء من مشارب متعددة قبل اعداد المساهمات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى