الاحدثصحة عامة

واقع جراحات القلب (12) :الواقع الحالي وأهم الخصوصيات والإبداعات الألمانية في عالم جراحة القلب!؟

للاشتراك بالنشرة البريدية اضغط هنا

من خلال طرحنا لآخر الأرقام والإحصاءات والمعطيات المتوفرة عن في المانيا حاليًا يتّضح لنا ان الأطباء الألمان الذين يُجرون اكبر عدد من كافة انواع العمليات في اوروبا، ويسعون حاليًا الى إعتماد وتوسيع مجال إستعمال الجراحات الأقل غزوًا وتغلغلًا (Minimally Invasive Surgery) في علاج معظم امراض القلب والى إستعمالها في معظم الحالات التي يُمكن لهم الإعتماد عليها خاصة في جراحة امراض الشرايين التاجية للقلب، امراض الصمام الأبهر للقلب، امراض الصمام التاجي وكذلك في زرع او تركيب اجهزة المساندة الميكانيكية للدورة الدموية في حال فشل القلب. كذلك ويتمّ في المانيا استعمال- وهذا ما يميّزها عن الدول الأوروبية الأخرى- وتركيب اكبر عدد مُمكن من مختلف انواع اجهزة المساندة الميكانيكية للقلب. ولا تزال عند الألمان مشكلة في مجال زراعة القلب وهم لم يستطيعوا ان يزيدوا بشكلٍ كبير عدد هذه العمليات بسبب نقص المُتبرّعين او المتطوّعين لوهب الأعضاء وزيادة عدد عمليات زراعة القلب الطبيعي، ولكنهم وبسبب إمكانياتهم الإقتصادية الهائلة وبسبب كفاءة اطقمهم الطبية عمدوا الى زيادة إستعمال الأجهزة الميكانيكية لمساندة قصور القلب كحلّ نهائي لهذا المرض بدل ان يكون ذلك جسرًا للعبور الى زراعة القلب الطبيعي وهم الأوائل في اوروبا ايضًا في هذا المجال.

فمن الُمتعارف عليه اذًا انّ جراحي القلب الألمان مُتخصّصون على درجة عالية من الخبرة ولديهم تجربة واسعة في اصعب الإختصاصات القلبية. فهم يقومون بأكثر عمليات القلب تعقيدًا. ويسعون الى تمكين مهاراتهم المهنية بشكلٍ يومي. وهم في غالب الأحيان على إستعداد لتقديم رعاية طبية فعالة لجميع المرضى، بغضّ النظر عن العمر أو شدّة مرض القلب أو وجود أمراض مُصاحبة مُتنوّعة. ويجري جراحو القلب الألمان بكفاءة عالية العلاج الجراحي للأمراض التالية: أمراض القلب الخلقية، عيوب او فُتحات القلب المُكتسبة، امراض شرايين القلب والشرايين الأخرى بما فيها امراض الشريان الأبهر، ومشاكل الصمام الأبهر، امراض صمامات القلب الأخرى الأكثر خطورةً وتعقيدًا، امراض كهرباء القلب وزرع البطاريات القلبية والصادم القلبي الداخلي او جهاز إزالة الرجفان البطين واورام القلب على انواعها.

وحيث يتمّ عادة فتح الصدر عن طريق قص عظمة القصّ الذي يُوفّر للجراح ​​وصولًا مُمتازًا إلى القلب والأوعية الدموية الكبيرة. لكن ذلك له بعض العيوب او الإختلاطات الجانبية بعد الجراحة، تتمثّل في إمكانية حصول إلتهابات حادة خطيرة قد تمتدّ الى داخل القفص الصدري، إمكانية حصول عدم إلتحام وشفاء سريع في هذه المنطقة، إضافة الى بعض الآلام التي قد تطول احيانًا وتمنع العودة السريعة للعمل ولممارسة الحياة الطبيعية. كذلك وتبقى ندبة طويلة على صدر المريض قد يكون شكلها مزعج احيانًا خاصةً عند السيدات الحريصات جدًا على الجانب الجمالي لأجسادهن. ولذلك يسعى جراحو القلب الألمان منذ فترة طويلة إلى إجراء جراحات القلب بأكثر الطرق رقّة ودون تشويه كبير للمنطقة الأمامية من القفص الصدري. وهم يقدمون اليوم لمعظم مرضاهم “علاجات كثيرة بواسطة “الجراحة طفيفة التوغل” (Minimally Invasive Surgery)، بإستخدام فتحات او ثقوب صغيرة مع الإعتماد على كاميرات مُكبِّرة مُتطوّرة وصغيرة جدًا تسمح برؤية جيدة ثنائية او ثلاثية الأبعاد في الداخل من اجل إجراء العمل الجراحي المطلوب مع افضل رؤية وامان ممكن. ومزايا “جراحة القلب طفيفة التوغل” واضحة لأنها قليلة الصدمات والآلام، وتنخفض فيها مخاطر المضاعفات الجراحية “ما بعد الجراحة”، وتضمن الشفاء السريع للمريض. وتُجرى جراحات القلب في مستشفيات ألمانيا بأحدث التقنيات، مما يسمح للأطباء بتحقيق نتائج ممتازة ويضمن سلامة المرضى.

٢- العلاجات التي يُقدّمها جراحو القلب الألمان:

في هذا الجزء نستعرض إذًا وبشكلٍ موجز- وتفصيلي نوعًا ما في ذات الوقت- اهم الجراحات التي تجري حاليًا في المانيا علمًا اننا نُكرّر انهم قادرون على إجراء كل العمليات الروتينية بالإضافة إلمامهم وإتقانهم بآخر انواع الإبتكارات الجراحية والتقنية وهي تشمل:

A-علاج امراض الشرايين التاجية للقلب (Crornary Artery Baypass (Surgery :

كما في مُعظم الدول الأخرى، يُعدّ هذا النوع من الجراحات أحد أكثر جراحات القلب طلبًا في ألمانيا. جوهر العملية هو تشكيل مجازة (تحويلة) او جسر بين الشريان الأبهر والشريان التاجي المريض ( تحت المنطقة المسدودة او المُتضيّقة)، يتدفق من خلالها الدم إلى القلب، مُتجاوزًا المنطقة الضيقة من الشريان التاجي. ويتيح هكذا تطعيم استعادة تدفّق الدم إلى عضلة القلب. ويتمّ إجراء تطعيم مجازة الشريان التاجي الكلاسيكي عندما يتمّ توقّيف نشاط القلب عن طريق توصيل المريض بجهاز “القلب والرئة الأصنطاعي” خلال فترة زرع الجسور. لكن شلل القلب المُؤقّت (توقّف نشاط القلب) ليس دائمًا أمرًا سهلًا، ومن الممكن أن يؤدي إلى آثار جانبية غير مرغوب فيها. لذلك تعلّم جراحو القلب الألمان منذ سنوات إجراء تحويل مسار الشريان التاجي عبر تقنية “القلب النابض” (Off-pump Surgery)، دون توصيل المريض بجهاز القلب والرئة. ويسمح هذا النهج بتقليل النزيف وفقدان الدم أثناء الجراحة وتجنّب حصول السكتات الدماغية وغيرها من المضاعفات والإختلاطات العصبية بعد الجراحة المرتبطة بتوقف الدورة الدموية وتحريك الشريان الأبهر والضغط عليه بملاقط صغيرة اثناء العمليات الكلاسيكية. ومثل هذه العملية يُمكن إجراؤها بنجاح حتى عند المرضى المُسنّين والضعفاء صحيًا بشكل خاص.

وبحسب مكان الشريان التاجي المُصاب وطول منطقة التضيًق عليه، يتمّ إجراء تحويل مسار الشريان التاجي خلال عمليات “القلب النابض” من خلال فتحة صغيرة في عظمة القصّ المُتوسّط ​​أو في الحيز او الفضاء الوربي الرابع او الخامس (اي عبر فتحة صغيرة في المنطقة التي توجد بين الضلع الرابع والخامس او بين الخامس والسادس). على أي حال، يتمّ هذا العمل تحت تأثير التخدير العام، مع استخدام “جهاز تفريغ” للهواء في منطقة العملية لتسهيل الرؤية. ويقوم الجراح بتثبيت المنطقة المُستهدفة من عضلة القلب بواسطة اجهزة صغيرة، بينما يستمرّ القلب في الانقباض خلال زرع الجسر.

وعدم حركة القلب في مجال الجراحة يجعل الجراح قادرًا على إجراء عملية تقطيب ووصل الأوعية الدموية بشكلٍ موثوق وبالتالي إعادة تدفّق الدم إلى عضلة القلب من خلال وعاء الجسر المزروع. وكقاعدة عامة، تتطلّب العملية عمللًا مُنسقًا جيدًا لفريق من الجراحين في غضون 3-4 ساعات.لكن جراحة القلب النابض غير ممكنة في كل الحالات وهي قد تكون مفيدة في حال كان هناك حاجة لزرع جسر واحد او اثنين على شرايين من السهل الوصول اليها. لكنها صعبة التطبيق او مستحيلة في العمليات المعقدة التي تستدعي زرع ثلاث او اربعة او خمس جسور. وكنا قد اشرنا الى ان نسبة المرضى الذين خضعوا لمثل هذه العمليات مع إستعمال المضخة القلبية-الرئوية الخارجية هي 78.1٪ مقابل 21.8٪ من المرضى الذين خضعوا للعمليات عبر تقنية “القلب النابض” ومن دون إستعمال المضخة. وعند مقاربة تطوّر إستعمال هذه التقنية مع الوقت نُلاحظ ان نسبة إستعمالها تزداد بشكل بسيط سنويًا منذ العام 2013 الى ان بلغت اليوم حوالي ال20 ٪ من المرضى تقريبًا.

B-علاج مشاكل صمامات القلب وعيوب القلب المُكتسبة :

هي أمراض القلب الناتجة عن تضيق أو قصور واحد أو أكثر من صماماته (الصمام الأبهر، الصمام التاجي في القلب الأيسر، أو الصمام “ثلاثي الشرفات” أو الصمام الرئوي في القلب الأيمن). وهناك طريقتان رئيسيتان للعلاج الجراحي لأمراض القلب: جراحة إعادة بناء الصمام او ترميمه وهي عملية لإصلاح وريقات الصمام وجراحة استبدال الصمام. وهي عملية جراحية لإستبدال صمام القلب بصمام اصطناعي معدني أو بيولوجي. والجدير ذكره انه يتمّ إجراء عمليات استبدال صمامات القلب بشكلً أساسي في ألمانيا بأساليب وتقنيات “طفيفة التوغل” بحيث تُعتبر المانيا من اوّل الدول الرائدة في هذا المجال في العالم. وهي جراحة لا تتطلّب إيقاف نشاط القلب، ووصل المريض بجهاز القلب والرئة الإصطناعي، وبضع الصدر بالكامل، وما إلى ذلك. ويتمّ ايضًا علاج هذه المشاكل بالطرق التدخلية-من خلال الشريان الفخذي والأوعية الدموية الكبيرة. ويستخدم جراحو القلب الألمان تقنيات مختلفة اعتمادًا على موقع الصمام المصاب:

أ-عمليات زرع الصمام الأبهر عبر القسطرة في حالة وجود عيب في الصمام الأبهر:

(Transcutaneous Aortic Valve (ImpIantation: TAVI :

وهي عمليات لا تتطلّب تخديرًا عامًا في معظم الحالات، بحيث يكون التخدير الموضعي مع تخدير خفيف كافيًا. وقد شرحنا في الأجزاء الماضية من هذا الملف كيف تمّ التدرّج بإستعمال هذه التقنية منذ إختراعها في البداية في فرنسا بحيث انها كانت محصورةً بالمرضى الذين لم يكن يقبل جراجو القلب علاجهم بسب إستحالة ذلك وعند المرضى ذوي المخاطر الجراحية المرتفعة جدا، ثم عند المرضى ذوي المخاطر الجراحية المتوسطة واخيرًا ومنذ سنتين عند المرضى ذوي المخاطر الجراحية الخفيفة. وقد سمح هذا التطوّر الذي حصل خلال 20 سنة من تاريخ بدء العمل بهذه التقنيات بأن تُصبح اليوم حلًّا نهائيًا جذريًا وبديلًا رائعًا ينافس بشكلٍ كبير الجراحة عند المرضى فوق ال 70 سنة في اوروبا وفوق ال 65 سنة في الولايات المتحدة الأميركية وتحت هذه الأعمار في بعض الحالات الخاصة مثل عند المرضى الذين يعانون من فشل كلوي مزمن مع علاج بواسطة غسيل الكلى او عند المرضى الذين لا يمكن إجراء الجراحة عندهم. ويجري الأطباء الألمان حاليًا حوالي 15000 عملية سنويًا من هذا النوع وحوالي 8000 عملية جرتحة كلاسيكية لتغيير الصمام مع زرع صمامات بيولوجية في اغلب الأحيان او ميكانيكية في حالات خاصة ( إحصاءات 2020). وسنشرح في مقالات لاحقة كيفية تطوير هذه التقنيات وكيف تتمّ حاليًا.

ويستغرق إجراء TAVI حوالي ساعتين فقط منها فقط حوالي 40 دقيقة لتركيب الصمام والباقي للتحضير واخذ بعض الصور الشعاعية وإجراء القياسات واختيار قطر الصمام المناسب ونوعه وهو ما يقوم به الأطباء عادةً قبل العملية ايضًا بشكلٍ تفصيلي لكن الأمور قد تتبدّل قليلًا خلال إجراء العملية. ونتوقّع ان يتسمرّ نطاق إستعمال هذه التقنية في التوسع ليشمل فئات شبابية اكثر من المرضى نظرًا لإستمرار الأطباء في تطوير هذه الصمامات ودراسة متانتها واستمراريتها بالعمل بفاعلية وامان مع الوقت. والأمور آخذة في التبدّل بشكلٍ سربع في هذا السياق.

C-علاج مشاكل او قصور الصمام التاجي للقلب بالطرق التدخلية:

كما ذكرنا سابقًا، لقد الهم علاج إنسداد الصمام الأبهر للقلب بالطرق التدخلية والذي بدأ العمل بها لأول مرة عند الإنسان الطبيب الفرنسي “آلان كريبيه” في العام 2002 والتي انتشرت فيما بعد بشكلٍ صاروخي في مختلف بلاد العالم، الأطباء لتطوير تقنيات مماثلة لعلاج مشاكل الصمام التاجي للقلب. لكن مشكلة علاج الصمام التاجي اصعب بكثير لأسباب سنشرحها لاحقًا.وبالرغم من كل ذلك سعت عدة شركات منذ اكثر من 15 سنة لتطوير علاجات تدخلية اقل غزوًا من الجراحة الكلاسيكية. وهناك حاليًا سباق كبير بين كل تلك الشركات على إجراء تجارب على عدة اجهزة لترميم واصلاح الصمام تُركّب عبر القسطرة او حتى عدة صمامات من الممكن زرعها في مكان الصمام التاجي المريض إما مرورًا بقمة القلب او عبر إختراق الحاجز الموجود بين الأدين الأيمن والأيسر.

وهناك في الأسواق حاليًا اكثر من 15 جهازًا لترميم هذا الصمام يُزرع عن طريق الطرق التدخّلية وايضًا حوالي 15 الى20 نوع من “الصمامات الإصطناعية البيولوجية”،والتي ولها “هياكل عظمية معدنية”، والتي من من الممكن تركيبها بطرق مختلفة من اجل تصليح الصمام التاجي، ومنها ما تمّ البدء بإستعماله بشكل موسّع او محدود عند المرضى. بعض هذه التقنيات إذًا دخلت الى المرحلة السريرية منذ فترة وهي تُستعمل بكل تأكيد من طرف الأطباء الألمان حاليًا. والبعض الآخر منها لا يزال في مرحلة التجارب السريرية لمعرفة الأمان وعدم حصول إختلاطات خطيرة قبل بدء إستعمالها بشكل اوسع عند اعداد كبيرة من المرضى وسنخصص مقالة تفصيلية للحديث عن هذا الملف المتحرّك بسرعة شديدةً وفي كل الإتجاهات حاليًا.

ومن الأجهزة المعتمدة والمستعملة حاليًا في المانيًا بشكل واسع خاصة لناحية تقنية ال (Mitraclip) الأجهزة التالية:

أ- ترميم او علاج الصمام التاجي للقلب بواسطة تقنية : (MitraClip
Endovascular Treatment for (Mitral Regurgitation

وهي تُسمّى ايضًا عمليات علاج قلس الصمام التاجي. وينجح الأطباء الألمان في إجراء الجراحة الترميمية بإستخدام جهاز ال (MitraClip) وهو نظام يتكوّن من سبيكة من الكوبالت والكروم. هذه التركيبة تجعل النظام خامل من الناحية المناعية (خطر رفض جسم المريض للـ MitraClip هو صفر). كما أنه لا يتفاعل مع مكوّنات الدم والمواد المذابة في الدم. ميزة أخرى لأطقم الملاقط المصنوعة من سبائك الكوبالت والكروم هي متانتها – فهي لا تبلى ولا تتطلّب الإستبدال. ويتمّ إجراء التدخّل تحت توجيه التصوير الصوتي للقلب. ولذلك يتمّ إدخال مسبار عبر المريء قبل العملية للتصوير بالموجات فوق الصوتية في الوقت الحقيقي اثناء إجراء العملية. يتبعه تخدير موضعي في الفخذ (عبر الوريد الفخذي) وتسكين عام. ويقوم الجرّاح بعمل شقّ صغير في الوريد الفخذي وإدخال قسطرة تحمل جهاز ال (MitraClip) من خلاله بإستخدام التصوير الصوتي. ويقوم الطبيب بتمرير الجهاز من الأذين الأيمن الى الأذين الأيسر، حيث يوجد الصمام التاجي. وبعد الوصول إلى المنطقة المستهدفة، يفتح الطبيب جهاز ال(MitraClip)، ويتمّ تثبيت الوريقات في المنطقة المُصابة من الصمام التاجي. ويقوم جهاز ال(MitraClip) بإصلاح وريقات الصمام بشكلٍ موثوق في الموضع المطلوب اي يلتقط الوريقة الأمامية والخلفية للصمام التاجي بالملقط ويُعالج استرخاء الوريقات وتوسّع حلقة الصمام، وبالتالي يتستعيد الصمام عمله الطبيعي وتخفّ نسبة القصور او الفشل التي كانت موجودة وتخفّ اعراض قصور الصمام التاجي للقلب تدريجيًا. وقبل إزالة القسطرة الإرشادية من شبكة الأوعية الدموية، يلزم إجراء تصوير صوتي كامل مع دوبلر للتأكّد من ان النتيجة النهائية جيدة جدًا قبل سحب كل شيء الى الخارج.

ويقوم الطبيب، في الوقت الفعلي، بتقييم أداء الصمام التاجي المُعاد ترميمه وبالتأكد من موثوقية تثبيت ملاقط ال(MitraClip) على وريقات الصمام. وإذا لزم الأمر، قد يُقرّر الطبيب إستخدام ملقط آخر إضافي للحصول على نتائج وظيفية أفضل للصمام. ويتم إدخال الملقط الإضافي بنفس طريقة إدخال الملقط الرئيسي. وعلى الرغم من التعقيد الفني للإجراء، فإنه لا يستغرق أكثر من 1.5-2 ساعة في المراكز الألمانية المتمرّسة. ويقوم الطبيب بإزالة الغرز بعد 8 ساعات من العملية وبعد 1-3 أيام يخرج المريض من المستشفى.

ب-رأب الحلقة التاجية بالحدّ الأدنى من التدخل الجراحي بواسطة تقنيات

ال (Mitralign) : وعلى عكس العلاج بواسطة ال(MitraClip)، يُقلّل نظام (Mitralign) الأكثر تعقيدًا ودقّةً من حجم حلقة الصمام التاجي في حالة فرط التمدّد او التوسّع. وهو علاج يُعتمد عند المرضى الذين يعانون من تهريب في الصمام التاجي وقلس الصمام التاجي الوظيفي. ونظرًا لإنخفاض المخاطر أثناء الجراحة وفي فترة ما بعد الجراحة مع هذه التفنية، من المُمكن إجراء رأب الحلقة بإستخدام هذا الجهاز حتى مع وجود اعتلال عضلة القلب التوسعي أو قصور القلب الاحتقاني الشديد. ويتمّ تركيب جهاز (Mitralign) من خلال الوريد الفخذي بعد تخدير موضعي وتسكين للمريض. نظرًا للحاجة إلى إعادة التشكيل الفيزيائي للحلقة الليفية للصمام التاجي، فهي تتكون من ثمانية أدوات – مشرط جراحي مجهري، ومواد خياطة، وشحن، وقسطرة توجيهية. لتنفيذ التلاعبات الضرورية، بعضها يقع في الأذين الأيسر والبعض الآخر في البطين الأيسر.
وأثناء التدخل، يقوم الجراح بتشكيل ثنية او شبكة من القطب على حلقة الصمام التاجي الموسّعة، وبالتالي يتمّ تقليل حجمها. ويتمّ إصلاح الطيات الناتجة بزوجين من الدبابيس. ويتم تنفيذ الإجراء تحت التحكّم البصري، بإستخدام التصوير الصوتي للقلب ثلاثي الأبعاد في الوقت الحقيقي، أثناء الجراحة. قبل اكتماله، يقوم الجراح بتقييم تدفق الدم عبر الصمام التاجي – يجب ألا يكون هناك عودة تدفق الدم من خلاله الى الخلف أثناء الانقباض البطيني. ​​

ج- إستعمال تقنية (Minimally Invasive Heart Failure Treatment using the Carillon Mitral Contour (System : وقد اثبت هذا الجهاز الذي يتمّ تركيبه بواسطة التقنيات التدخلية الأقل غزوًا للقلب، نتائج مهمة جدًا عند المرضى الذين يكون لديهم توسّع كبير في البطين الأيسر وتوسّع في حلقة الصمام التاجي مع تهريب في الصمام التاجي قصور في عضلة القلب مع وجود قوة قذف للقلب اقلّ من 50%.

ويتمّ إدخاله بواسطة “الوريد الوداجي” (Jugular vein) تحت تخدير موضعي او عام بحسب حالة المريض وما إذا كانت حالته مستقرّة ام لا، وبحسب أختيار الطبيب. ويتمّ إختيار حجم الحلقة بحسب حجم الجيب التاجي (Coronary Sinus) وذلك مباشرة خلال العملية. وعند تثبيت هذا الجهاز في الجيب التاجي يُقوّم الجهاز لوحده حجم حلقة الصمام التاجي ويقوم بتصغير حجمه منا يمنع او يُخفّف بشكلٍ كبير من تهريب الصمام التاجي.

وحسب الدراسات المتوفرة حتى اليوم فإنّ هذا الجهاز يسمح بحصول تغيير كبير في شكل وبنية البطين الأيسر وحجم الصمام التاجي مما يسمح بعلاج المرض. ويستمرّ المريض بالتحسنّ التدريجي والمتراكم خلال فترة كل السنة التي تلي تركيبه. وكل ذلك يُؤدي الى تحسين الأعراض ونوعية الحياة والى اطالة امد العمر عند المرضى الذين يخضعون لهكذا عمليات خلال 3 سنوات بعد تركيب الجهاز.

د-إصلاح أوتار الصمام التاجي عبر تقنية “القلب النابض” بإستخدام نظام (NeoChord DS1000):

وهي طريقة تهدف لتصحيح تدلّي او إنسدال او إرتخاء الصمام التاجي بسبب تمزّق اربطة أوتار الصمام عند المرضى الذين يكون عندهم هذه الحالة بما في ذلك المرضى الذين تعرّضوا لحالة ذبحة قلبية او احتشاء عضلة القلب الحادّ. ويتجنّب هذا الإجراء الإستبدال الكامل للصمام التاجي حتى في حالة الإصابة بالقلس التاجي الشديد. ويقوم الأطباء بإجراء عملية (NeoChord) تحت تأثير التخدير العام. ويتم إدخال نظام (NeoChord) في البطين الأيسر للقلب من خلال شق صغير للصدر – شق 5-6 سم تقريبًا في أحد الفراغات الوربية (اي المجال الموجود بين الأضلع). ويتمّ إجراء العملية على “قلب نابض” دون توصيله بجهاز القلب والرئة الإصطناعي. ويتم التصوير باستخدام التصوير الصوتي للقلب عبر المريء ثلاثي الأبعاد أو ثنائي الأبعاد. أثناء التدخّل، يقوم جراح القلب بزرع وتر اصطناعي بدلًا من الوتر التالف ثم يتحكَم في حركة وريقات الصمام التاجي. وإذا استمرّ تدفّق الدم غير الطبيعي عبر الصمام التاجي، يقوم الجرّاح بتصحيح موضع الحبال في البطين الأيسر أو درجة توتره وشدّه.

ويُمكن تقييم النتيجة السريرية للعملية فور اكتمالها ونقل المريض من وحدة العناية المركزة.

D- التقنيات والعلاجات الأخرى المُتطوّرة والكلاسيكية:

يشار اخيرًا وكما ذكرنا ان الأطباء الألمان يقومون ايضًا بكافة انواع الجراحات القلبية والشريانية بما فيها كل انواع الجراحات المُعقدة مثل علاج مشاكل تمدًد او تنفّخ الشريان الأبهر وعلاجه بواسطة الطرق التدخلية،جراحة كافة انواع الأمراض والتشوّهات الخلقية عند الأطفال عند الولادة وبعدها وعند البالغين، تركيب وزراعة جميع انواع اجهزة المساندة الميكانيكية للقلب بما فيها زراعة القلب الإصطناعي الكامل (اكبر عدد من هذه العمليات في اوروبا). فهم زرعوا 2852 جهاز من اجهزة الأكسجة الغشائية خارج الجسم (Extracorporeal Membrane (Oxygenation، والمعروف أيضًا بإسم جهاز دعم الحياة خارج الجسم. وقاموا ب 843 عملية زرع جهاز مساندة ميكانيكية للقلب في حالات قصور القلب المتقدّم (جهاز المساعدة الداخلي للقلب الأيسر / الأيمن / ثنائي البطين، الجهاز الاصطناعي الكلي) في العام 2020 بحسب ما اشرنا في المقال السابق. ونعتقد انها اعداد ستتزايد مع إنحسار جائحة كورونا التي اثّرت بشكلٍ كبير على عمل كل المراكز الطبية في العالم ومنها المانيا في الثلاث سنوات الأخيرة. وهم يسعون الى تعميم إعتماد الأساليب الجراحية “الأقل غزوًا” اثناء عمليات تركيب هذه الأجهزة لما يعتقدون ان له فائدة كبيرة في منع حصول “قصور القلب الأيمن” ما بعد هكذا عمليات لأن ظهور هكذا اعراض لها آثار جانبية خطيرة قد تُهدّد حياة المريض. كذلك يقوم الأطباء الألمان بكافة انواع عمليات زرع او تركيب اجهزة تنظيم ضربات القلب للمرضى الذين يعانون من انخفاض معدل ضربات القلب (بطء القلب). واخيرًا هم يُجرون بنجاح كبير كل عمليات الإجتثاث (Ablation) اي علاج الإستئصال بالقسطرة بالتردّدات الراديوية الهادف الى تدمير التركيز المرضي في القلب الذي يولد نبضات كهربائية غير طبيعية قد تتسبب في الموت المفاجئ احيانًا او بحالات مفاجئة للغياب عن الوعي. وهو يتمّ عن طريق إستخدام قطب كهربائي يتمّ إدخاله عبر الوريد الفخذي. ثم يتم إدخال القسطرة عبر الأوعية الدموية في تجويف القلب. بعد ذلك، يتم توفير نبضة كهربائية مُركّزة من خلال هذا القسطرة – القطب وهذا ما يُدمّر التركيز المرضي في عدد كبير من الاضطرابات الخطيرة و/او المزعجة جدًا والناتج عن اضطراب النظم.


لمن فاتته متابعة الأجزاء السابقة:

الدكتور طلال حمود

الدكتور طلال حمود - طبيب قلب وشرايين - مُنسّق ملتقى حوار وعطاء بلا حدود - دكتوراه دولة في الطب العام، جامعة "غرينويل" فرنسا سنة 1994، إختصاص أمراض القلب والشرايين من جامعة ومستشفيات "غرينويل" و "باريس" في فرنسا ، سنة 1997. - إجازة جامعية في العلوم البيولوجية وعلم الإحصاء من جامعـة "غرينويـل" فرنسا سنة 1996. - شهادات جامعية باختصاص أمراض القلب عند الرياضيين، عمليات التمييل والبالون، التصوير الصوتي للقلب والشرايين وشهادة جامعية في إختصاص القلب الاصطناعي من جامعة ومستشفيات "فرنسا". - دبلوم حول عمليات التمييل والبالون وآخر تقنيات توسيع الشرايين خلال سنتين في معهد طب القلب في "مونتريال" كندا من سنة 1998 حتى سنة 2000. - قام بعدة أبحاث حول أمراض القلب والشرايين عند المصابين بمرض السكري تقنيات توسيع الشرايين بالبالون والراسور، أدوية تخثر الدم، علاج الذبحة القلبية في مستشفيات "باريس" و "مونتريال". - عضو الجمعية الفرنسية والجمعية الكندية لأمراض القلب والشرايين. - عضو فعّالل في الجمعية اللبنانية لأمراض القلب والشرايين حيث قام بتنظيم عدة مؤتمرات وندوات طبية مُتخصّصة في بيروت والمناطق اللبنانية المُختلفة وعدّة ندوات أخرى حول الوقاية من أمراض القلب والشرايين وطرق علاج وأسباب وعوارض هذه الأمراض وقد كان عضو فاعل في الهيئة التنفيذية لهذه الجمعية لفترة اربع سنوات ( 2010-2014) حيث شارك بشكل نشيط جدا في كل النشاطات والمؤتمرات الوطنية والدولية التي نظمتها الجمعية في تلك الفنرة. - يعمل حالياً في عدة مستشفيات مهمة في بيروت والجنوب : مستشفيات : الساحل , رفيق الحريري الجامعي ,بهمن في بيروت , الراعي ومركز لبيب الطبي في صيدا, النجدة الشعبية في النبطية وعمل سابقا في مستشفيات الرسول الاعظم –مركز بيروت للقلب ، جبل لبنان، المشتشفى العسكري المركزي ( بيروت ) ، وفي مستشفى حمود - صيدا. -طبيب مُسجّل ومُعتمد في نقابة الأطباء الفرنسية ويعمل بشكل دائم في عدّة مستشفيات مرموقة في فرنسا بمعدل مرة كل شهرين تقريبا في السنة. - له عدّة مقالات في المجلات الطبية المُتخصصة العالمية حول مواضيع الأبحاث المُشار إليها وعدّة مقالات في الصحف والمجلات اللبنانية الغير مُتخصّصة حول واقع أمراض القلب والشرايين في لبنان وطرق علاجها والوقاية منها وقام بتأليف موسوعة شاملة عن امراض القلب والشرايين تحوي على اكثر من ١٣٧ فصل وتتناول كل ما بمكن ان نريد ان نعرفه عن امراض القلب والشرايين وهو بصدد نشرها عبر مواقع التواصل الإجتماعي والمواقع الإلكترونية. -مؤسس ورئيس جميعة عطاء بلا حدود وهي جمعية انسانية, صحية, اجتماعية, ثقافية, تربوية وبيئية تأسست سنة 2005 وتعمل منذ ذلك التاريخ على زرع ثقافة العطاء في المجتمع اللبناني وقامت حتى تاريخ اليوم بتنظيم عدة ايام صحية مجانية شملت اكثر من 70 مدينة وقرية لبنانية وكل مخيمات اللاجئين الفلسطينيين. وقد قامت بعدة نشاطات تربوية وبيئية واجتماعية وثقافية متعددة. ولديها مركز رعاية صحية مجانية في الضاحية الجنوبية يؤمن الادوية المزمنة لأكثر من 500 عائلة لبنانية مع مساعدات كثيرة للأخوة النازحين السوريين. -مؤسس ورئيس ملتقى حوار وعطاء بلا حدود وهو "ملتقى الوطني جامع وعابر للمناطق والأطياف والحدود" والذي كان لي شرف إطلاقه منذ حوالي سنة تحت وهو يضم عدد كبير من الوجوه السياسية والإعلامية والإنسانية والإقتصادية والاكاديمية والادبية ( وزراء حاليين وسابقين ، نواب مدراء عامون، اطباء ، اكاديميين رؤوساء جمعيات ورؤوساء بلديات من مختلف المناطق ، ناشطين في كل مجالات العمل الإنساني ) و التي اغنت كثيرا هذا الملتقى . وهو ملتقى يحاول ان يعمل فقط من اجل الوطن ، الإنسان والإنسانية عبر الإضاءة على كل المشاكل الإقتصادية والإجتماعية والإنسانية والصحية والبيئية والثقافية التى يعانى منها لبنان وامتنا العربية والتعاون فيما بيننا من اجل السعي المتواضع لوضع إقتراحات وخطط لحل البعض منها، وليس الغوص في التحاليل السياسية والغرق في مستنقعاتها العميقة الموحلة. ومن المواضيع التي تم التداول بها حتى اليوم : _ الحرية في الرأي والتعبير، مدى تأثيره _ حرية الاعلام ودوره وتأثيره على المجتمع _الثروة النفطية والغاز في لبنان _ قطاع التكنولوجيا وما يحتويه من سلبيات وإيجابيات _ الجرائم الالكترونية _الدين العام وسندات الخزينة الوضع المالي والاقتصادي في لبنان وتأثيراته للمستقبل -سبل مكافحة الفساد في لبنان - خطر وسائل التواصل الإجتماعي على التففك الاسري والإجتماعي - الحروب المائية في المنطقة العربية - اهمية الذكاء الاصطناعي في تطور الطب -تشجيع دور المرأة في الإنخراط في العمل السياسية. -السياسة الروسية في الشرق الاوسط - صفقة القرن وتداعياتها على لبنان -مشكلة النزوح السوري في لبنان ومخاطر التوطين _العلاج الجيني تقدمه ودوره في معالجة الامراض _المشاكل النفسية والانتحار _ ثقافة زراعة ووهب الاعضاء _ موقف الاديان من ذلك_ الاعضاء التي يمكن زرعها..... -قضية مكتومي القيد في لبنان وغيرها وغيرها من المواضيع المهمة التي لا نزال نتناولها بوتيرة موضوع كل ثلاث ايام منذ ستة اشهر تقريبا إضافي الى تنظيم لقاء في دار الندوة حول إيجابات وسلبيات قانون الانتخابات النيابية الجديد بمشاركة الوزيرين مروان شربل وشربل نحاس والاستاذين ربيع هبر ومحمد شمس الدين بحضور عدد كبير من المهتمين وعقدنا لعدة لقاءات تعارفية وتنسيقية بين اعضاء الملتقى وسعينا وتحضيرنا لعدة مؤتمرات وطنية مستقبلية مهمة وعابرة للمناطق والطوائف لأنها تهم كل اللبنانيين. وقد تشكلت هيئة إستشارية للملتقى تضم عدد من الشخصيات الروحية والسياسية والإعلامية والإقتصادية والتربوية والاكاديمية والإنسانية والإجتماعية والبيئية - حوالي ٢٥ شخصية مرموقة- كلها من المتطوعين المتحمسين لهذا العمل الوطني الجامع- وقد عقدت عدة لقاءات دورية وهي في حالة إنعقاد وتشاور دوري ودائم وقد اقرت ورقة عمل خلفية اولية او ميثاق شرف للملتقى سوف نعرضه عليكم لاحقا بعد الإنتهاء من تنقيح وتشذيب بعض نقاطة وخلاصته اننا نسعى لتكوين بوتقة ( لوبي ضاغط) وطنية جامعة عابرة للطوائف والأطياف والمناطق والزورايب اللبنانية ولاحقا العربية في سبيل تصحيح سير الأمور والسعي لمعالجة كل القضايا الوطنية الملحة وهي متشعبة ومعقدة وخطيرة وتهدد مصير هذا الوطن وإستمراريته مع تفشي ظاهرة الفساد والهدر والمحاصصة وإنعدام حس المسؤولية عند معظم حكام هذا الوطن وغياب اقل مقومات العيش الكريم للمواطن اللبناني والعربي من بنى تحتية اولية وطبابة وتعليم ومؤسسات عادلة ونزيهة تعطي لكل مواطن حقه ولأن الحالة اللبنانية تعم معظم بلادنا العربية التي تتخبط بكل انواع الازمات واخطرها واهمها الإرهاب والتكفير وفساد الطبقة الحاكمة وعدم شعورها وتحملها لآهات وآلام شعوبها. والملتقى ينشط اليوم ويضم حوالى ٨٥٠ شخصية نخبوية من كل الإختصاصات السياسية والإدارية والإقتصادية والمالية والأكاديمية والإجتماعية والإنسانية والفكرية والثقافية موزعة على خمسة مجموعات . وقد نظّم الملتقى حتى اليوم عدة مؤتمرات وندوات مالية وإقتصادية واخرى لها علاقة بسُبل مكافحة الفساد والإصلاح السياسي والإقتصادي والنقدي وآليات وكيفية الإصلاح الدستوري والإداري في لبنان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى