الاحدثفلسطين

الكيان يفي بتعهداته ولكنه لم يفِ أيضًا .. | بقلم علي الهماشي

بعد الضربة الإيرانية لم تتحمل حكومة الكيان (حكومة الحرب ) مثل هذه الضربة بغض النظر عن إصابة الاهداف أم لم تُصبها، وإنما طريقة الضربة التي استعرضت فيها إيران امكانياتها بارسال هذا الكم الهائل من الطائرات المسيرة وهي لم تبدأ الحرب وانما كانت ضربةً (تأديبةً) أرادتها أن تكون رادعة..

لكن حكومة نتنياهو لم تكُن لتسكت وهي مازالت توغل بدم الفلسطنيين وتضرب مرة في جنوب لبنان ومرة في سورية من أجل إعادة (ماء الوجه ) الذي أُريق بشكل مخزي في طوفان الأقصى.

وها هي حكومة الحرب تتلقى ضربة أُخرى بعد مرارة (طوفان الأقصى ) وبعلمها وعلم حلفائها وتتنظر أياما لمعرفة كيف ستكون، لكنها لم تتوقع أن تكون بهذه الطريقة ، فهي موجعة وإن لم تكن موجعة على طريقة ( الذبح بالقطنة ).

وتوعّدت برد أقوى من ذلك لكن الولايات المتحدة وحلف الناتو الذين تصدوا للهجوم الإيراني طلبوا من الكيان عدم الرد لكي تتجنب المنطقة حرباً كبرى قد تبدأ ولكن نهايتها غير معلومة ، وهناك ملف أوكرانيا لم يغلق بعد.!

لذلك التزم الكيان استجابةً لهذا الطلب ،ولكنه لم يلتزم أيضًا واستخدم موظفيه و خلاياه في إيران ، والهجوم الذي تبنته جهات أمنية في الدولة العبرية يدخل الصراع بينها وبين إيران صفحة جديدة.

ولكن دعونا نقرأ ذلك بطريقة موضوعية كما قرأنا الرد الإيراني فيما سبق.

أولا : هو استعراض للقوة من جانب الكيان و ردٌ بطريقة أُخرى ،وهو يرسل رسالة لإيران مفادها أنني أملك اذرعاً كما يملك الاخرون.

ثانيا: مثل هذا الرد لم يكن متوقعاً سيما وإنَّ تكرار الفعل يتطلب فاعلية ومرونة في الحركة لمن على الأرض ،وكان لهم ذلك.

ثالثاً: أثبتت الولايات المتحدة أنها قادرة على (لجم) الكيان وأوفت بتعهداتها لإيران ضمن الرسائل غير المباشرة التي تم تبادلها سابقاً،وقد يؤسس لتفاهمات أُخرى فيما يخص الاسرى لدى المقاومة الفلسطينية.

رابعاً: التضحية أو كشف مثل هذه الخلية يدل على وجود خلايا أخرى في إيران، أو الحدود الإيرانية سهلة الاختراق بحيث يتم تنفيذ مثل هذه العملية، وبهذه السرعة.

الجانب الإيراني :

أولا: أكدت القيادة العسكرية الإيرانية في أكثر من مناسبة إنها سترد بقوة على أي هجوم ينطلق من الكيان بطائراته (المعروف أنّّ القوة العسكرية الفاعلة للدولة العبرية هي الطائرات المقاتلة ) مقابل القوة الصاروخية لإيران.
والهجوم بهذه الطريقة من اختصاص الامن الداخلي ،الذي سيتصرف كما تصرف في الاعتداءات السابقة.

ثانيا: كشف هذا الهجوم أن خلايا الكيان الصهيوني مازالت فاعلة ،بالرغم من الجهود الكبيرة في محاربة ادوات التجسس في إيران.

ثالثا: التصدي للهجوم بالرغم من عنصر المفاجئة أثبت جاهزية أجهزة الدفاع الإيرانية ،ولم يظهر عليها الارتباك كما في العمليات السابقة.

رابعا: هذا الهجوم أعاد لإيران اللعب بأدوات الصراع السابقة مع الدولة العبرية وهل ستكتفي أم سترد مرةً أُخرى

من يعرف حياكة السجاد الإيراني يستقرأ الرد وعليه أن ينتظر.

السيّد علي الهماشي، كاتب عراقي

السيّد علي الهماشي، كاتب عراقي مواليد بغداد، له كتابات سياسية عديدة في الشان العراقي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى