ما بين “سيد اللعبة” هنري كيسنجر
و”سيد التحليل” محمد حسنين هيكل؟!
أولاً – “سيد اللعبة” هنري كيسنجر(3)
توقفنا في الحلقة الماضية عند رؤية هنري كيسنجر للتناقض بين أمريكا الرأسمالية والشيوعية الدولية وعلى رأسها الاتحاد السوفيتي ، وبينا “فكر” و”نهج” كيسنجر للتغلب على موسكو من خلال:
“فك الأسس القيمية والمعرفية والسلوكية الحاكمة لدولة البروليتاريا في العالم”.
واليوم نتناول رؤية كيسنجر للتناقض الثاني بين أمريكا وبين العالم الثالث وحركة التحرر الوطني.
• بالنسبة للتناقض مع حركة التحرر الوطني فأسلوبه كما يلي:
1- إن شعوب العالم الثالث لديها الحق في بعض ما تشعر به من آثار الظلم والسيطرة الاستعمارية القديمة.
2- ولكن هذه الشعوب ليس لها الحق في أن تميل طبيعياً ناحية الاتحاد السوفيتي ، لأنها بذلك تدخل في لعبة أكبر من قدرتها وأوسع من طاقتها.
3- إن الولايات المتحدة يجب أن تعطى نفسها “حرية” في “الحركة” (لتمنع) هذه الشعوب – مهماً كان ما تشعر به من عدالة مطالبها أو ما تراه حقاً لها – من اللعب في ميدان الكبار وقرب ساحتهم.
4- وتستطيع أمريكا أن تتصرف بما يبدوا أنه (الجنون) في سبيل أن تمنع الاتحاد السوفيتي من الحصول على مميزات في العالم الثالث.
5- وتترك له إذا شاء أن يخوض حرب الدمار الشامل في قضايا لا يصل التهديد فيها إلى قلب مصالحه ، وكيسنجر يرى: أن الاتحاد السوفييتي سوف يتراجع قبل حافة الهاوية ، وليس أمامه غير أن يتراجع.
6- إن حركة الثورة الوطنية يمكن (احتواؤها) ب”الغواية” أو ب”التخويف” ، كما يمكن (ضربها) ب”الحروب المحدودة” ، حتى بغير اشتراك ظاهر من أمريكا .
7- وعلى أمريكا أن تتأكد أنه يوجد لها في كل منطقة من العالم الثالث (كرباج) مستعد في كل لحظة أن (يهوي) على أي (ظهر) يحاول أن يرفع رأسه بعد حد معين.
وهكذا فإن أسلوب كيسنجر إزاء العالم الثالث لا يستهدف “تأجيل الثورة” فحسب ، ولا “إحتؤاها” بـ”الغواية” أو ب”العنف” فحسب ، ولكن مطلبه النهائي:
هو “إبعاد تفاعلاتها عن التأثير في العلاقات بينه وبين الاتحاد السوفييتي”.
أي أن كيسنجر هنا أيضاً يريد تأجيل ساعة الحسم مع العالم الثالث ، بشراء الوقت حتى يُغير طبيعة العلاقة بين العالم الثالث وأمريكا سواء بالغواية أو بالعنف.
ومن هنا يمكن أن نفهم معنى العبارة المشهورة المأثورة عنه والتي يقول فيها بالنص:
“علينا أن نفهم أن معظم الصراعات الكبرى في هذا العصر ليس لها حلول… ليس لها حلول حاسمة .. ليس لها حلول سياسية ، وإن كانت لها حلول تاريخية “!!
تعليق :
معنى مقولة كيسنجر ترك الزمن يؤدي فعله بعد عشرات أو مئات الأعوام لا يهم ، المهم ننتظر فرج التاريخ علينا في الحل!!
إنتهى التعليق.
يتبقى لنا رؤية كيسنجر لفكرة ومعنى “المفاوضات” ، وهو ما سنتناوله في الجزء القادم إن شاء الله.
فانتظروني.
ملحوظة:
جميع مراجع الموضوع سيتم ذكرها فى نهاية السلسلة.
- لمن فاتته متابعة الجزئين السابقين:
ما بين سيد اللعبة وسيد التحليل (1) | كتب مجدي منصور - ما بين سيد اللعبة وسيد التحليل (2) | كتب مجدي منصور
