ازمة لبنانالاحدث

لبنان بين الحرب والتسوية بإنتظار المفاوضات | كتب محمود الحمصي

للاشتراك بالنشرة البريدية اضغط هنا

يعيش لبنان اليوم حالة ما بين الحرب الأهلية والتسوية الداخلية من جهة وما بين الحرب الإسرائلية من جهة أخرى. فيما تستمر المفاوضات الإيرانية والتي لا تبشر نتائجها بالخيرعلى الاقل في هذا الوقت الراهن. في المقلب الاخر يواجه لبنان تصعيداً اميركياً هو الاول من نوعه وسط تشاؤم فرنسي للوضع اللبناني في حين يفاوض لبنان على ترسيم حدوده البحرية مع العدو الاسرائيي برعاية اميركية.

نار تحت الرماد والخوف من الفتنة

نقلت صحف محلية عن مصادر خارجية قلق بلدانها على لبنان من استمرار الاحداث وانفلات الوضع الامني فقد اشارت الى ان النار تندلع تحت الرماد في المناطق اللبنانية والتعايش بين اللبنانيين يزداد صعوبة يوماً بعد يوم خاصة بعد احداث الطيونة وبالرغم من أن الأحزاب الفاعلة قد مارست ضبط النفس بانتظار التحقيقات إلا ان أهالي هؤلاء الضحايا توعدوا بالرد والإنتقام ما قد يؤدي الى زيادة تأزم الوضع الحالي. في حين تشير المصادر إلى أن بعض الدول قد تسحب رعاياها من لبنان خوفاً على سلامتهم نظراً لدقة الوضع الحالي.

مصير لبنان مرتبط بنتائج المفاوضات الايرانية – السعودية

تستمر المفاوضات الايرانية السعودية من دون نتائج ايجابية في الوقت الحالي، فالمعركة في مأرب ما زالت مستمرة وسط تقدم الحوثيين وحزب الله على رأس امينه العام السيد حسن نصرالله قد عاود مهاجمة السعودية، في هذا السياق ما زالت السعودية تشكك في نوايا ايران بالكف عن دعم الميلشيات والتدخل في الدول العربية وكانت السعودية قد فرضت شروطاً لنجاح المفاوضات والوصول الى خواتم ايجابية وقد رفضتها ايران رفضاً قاطعاً، الامر الذي قد يؤشر الى فشل المفاوضات واتساع رقعة الصراع ليشمل لبنان. كانت احداث خلدة والطيونة احدى اشكال الصراع الايراني السعودي في لبنان، فقد استحوذت القوات اللبنانية ومعهم العشائر العربية السنية دعماً سعودياً بعد فشل التيار الازرق في احداث التغيير المطلوب سعودياً. لذا فان فشل المفاوضات الايرانية السعودية قد يترجم في الساحة اللبنانية من حيث المزيد من التأزم والتي قد تكون ميدان صراع جديد بعد سوريا.

فرنسا متشائمة والولايات المتحدة نحو التصعيد

نقلت صحيفة لبنانية تشاؤم باريس من الوضع اللبناني الحالي فقد اشار الديبلوماسي الفرنسي بيار دوكان المنسق الفرنسي للمساعدات الدولية للبنان الى صعوبة ارسال مساعدات الى لبنان من دون البدء بالمفاوضات مع صندوق النقد الدولي. اضافة الى ذلك، اوضحت مصادر فرنسية الملل الفرنسي من لبنان وحكومته التي تشكلت بعد عناء طويل ومفاوضات فرنسية شاقة مع الاطراف اللبنانية كافة والتي كان الهدف من تشكيلها وقف الانهيار والعمل على النهوض ولكن رأت ان لبنان يحكمه سياسيون لا يهتموا الا بمصالحهم الشخصية ولا يكترثوا بمصالح اللبنانيين خصوصاً بعد الاحداث الاخيرة. من جهة اخرى، تواكب اوساط خارجية بحذر استمرار الولايات المتحدة الاميركية سياسة مشروعها بانهاء حزب الله كقوة عسكرية اقليمية الذي يهدد الامن القومي الاميركي وتحجيم دوره ليقتصر على التمثيل السياسي في لبنان. ومن هنا كان لاقرار مجلس النواب الاميركي قرارا يقضي بدعم الجيش اللبناني للتصدي لحزب الله وباقي المنظمات الارهابية تاثيراً على القيادات السياسية وقد وصفه بعض المراقبون بانه قرار تفجير الوضع اللبناني ما قد يؤدي الى انهاء مفاوضات ترسيم الحدود البحرية والمزيد من التوتر على الحدود الجنوبية.

التقسيم أصبح مطلباً وغياب الوعي عند المرجعيات الدينية

لا شك ان هناك خوفاً جدياً من التقسيم في لبنان، ان جزءاً من اللبنانيين يعتبرون الطائفة الشيعية تتبع أوامر إيران وتنفذ مشروعهم الاسلامي في حين تصطف المراجع الدينية خلف المتاريس في قضية المرفأ والطيونة وما شملهم من تحقيقاتوالتي لم تحرك دماء الضحايا اجتماعاً بين المرجعيات الدينية بل مارست اللعب على العصب الطائفي. في هذا السياق، تطالب بعض المرجعيات السياسية والدينية بالتقسيم باعتباره حلاً في ظل غياب الوعي والمنطق بل حتى استراتيجية تطبيقه. ان التعايش الاسلامي المسيحي عمره مئات الاعوام ولا ارى في ما حصل مؤخراً من التوتر الحاصل سوى تحضيراً الى الانتخابات البرلمانية، فاستخدام رجال الدين في السياسة اصبح واقعاً لا يمكن في السهل تغييره، واصبح الدين اداة في يد الاحزاب السياسية التي تستخدمها وفقاً للتغيرات  الشعبية ليعد بقاءها في السلطة مرتبط بالوجود المسيحي او الاسلامي.

محمود أحمد الحمصي

الدكتور محمود الحمصي، باحث ومحلل سياسي، مولود في بيروت حاصل على دكتوراه الفلسفه في الادارة العامة ومحاضر في جامعة بيروت العربية، شارك في العديد من المقالات العلمية والبحثية المتعلقة بالشؤون الإقليمية والدولية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى