الاحدثالجيوبوليتيك الروسي

الحرب العالمية تتسارع فرصها وترتفع معدلات وقوعها بخطى متسارعة؟؟ | كتب د. ناجي صفا

للاشتراك بالنشرة البريدية اضغط هنا

المؤشرات المتواترة يوميًا تشي بتسارع بلوغ الحرب العالمية وارتفاع معدلات حصولها، استمرار محاصرة روسيا وحشرها لدرجة قد تدفعها لإستخدام السلاح النووي يشي بذلك.

الغرب يخوض معركة مصيرية يمكن وصفها انها معركة حياة او موت، ارتفاع احتمالات ومنسوب تغير المعادلات الدولية وموازين القوى، ولا سيما سقوط الأحادية القطبية الى غير رجعة يدفع الغرب للذهاب بعيدا في هذه المعركة، مستخدما كافة ادوات التجييش والحشد السياسي والمالي والعسكري، هي بالنسبة له معركة مصيرية بوجه انهاء الهيمنة الغربية عن العالم المفروضة منذ حوالي ثلاثمائة عام.

روسيا لا تستطيع ان تنهزم في هذه الحرب مهما كلفها الامر، بسبب النتائج الكارثية على وحدتها وبنيتها السياسية والإجتماعية والإقتصادية في حال الهزيمة.

الغرب يفعل ادواته كل يوم، مزيد من المساعدات العسكرية والمالية لأوكرانيا، هو مستعد للقتال حتى آخر اوكراني من جهة، وتحشيد دولي بضم دول جديدة لحلف شمال الأطلسي استكمالا لنظرية تطويق روسيا من جهة اخرى.

يحاول الغرب الآن تحويل بحر البلطيق الى بحيرة اطلسية لمحاصرة روسيا عبر الدانمارك وفنلندا والسويد. زيلنسكي يعلن ان القوات الروسية باتت تسيطر على ٢٠% من الاراضي الاوكرانية، اي ما يوازي مساحة ثلاث دول اوروبية هي بلجيكا وهولندا واللوكسمبورغ، اي حوالي ١٢٥ كلم مربع، البنتاغون يقول ان روسيا باتت تسيطر على ٢٥ % من الاراضي الاوكرانية اي بزيادة ٥ % عما ذكره زيلنسكي.

الحسم العسكري لا يبدو امرا سهلا لكلا الطرفين، رغم تصاعد المقاومة وتوريد السلاح المتطور لأوكرانيا، ورغم المساحات التي تمت السيطرة عليها، بالمقابل يجد الروسي نفسه مضطرا للإستمرار بالمعركة لإنجاز الاهداف التي حددها للعملية العسكرية.

اطالة عمر الحرب ستشكل حالة استنزاف لكافة اطرافها، سياسيا وعسكريا واقتصاديا، لا سيما بعد ان جرى الكلام عن استنزاف كميات كبيرة من الإحتياط قارب حدود النصف بحسب بعض الخبراء الاميركيين الذين ابدوا خشيتهم من ذلك.

لا شك ان لأزمة الغذاء التي بدأت تباشيرها بالظهور، وتشديد الحصار النفطي والنقدي سيفاقمان الوضع العالمي، فكل حرب عالمية تسبقها عادة حالة جوع وفقر وفقدان للمواد الغذاتية والاولية.

روسيا تخرج كل يوم اسلحة جديدة، متطورة وشديدة الفعالية، دون بلوغ حد استخدام السلاح الإستراتيجي حتى الآن، لكن ما الذي ستفعله روسيا اذا استمر الغرب في تطويقها وارسال الأسلحة المتطور لإستنزافها عسكريا واقتصاديا ؟؟

سؤال يتردد على السنة العديد من الخبراء الإستراتيجيين، فهل ستضطر روسيا لإستخدام السلاح الإستراتيجي للدفاع عن نفسها وفك الحصار الذي يجري عليها، هل ستلجأ لذلك وبالتالي تهدد الامن والسلام الدوليين ؟؟.

الدكتور ناجي صفا، كاتب سياسي لبناني

الدكتور ناجي صفا، كاتب سياسي لبناني وله العديد من الآراء الجريئة في الموضوعات الاقتصادية السياسية خاصة حول الأزمة اللبنانية والبراهين الإقليمي والدولي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى