الاحدثالجيوبوليتيك الروسي

ماذا سيحدث للعالم عندما يموت فلاديمير بوتين، هل ستنتهي الحرب بين روسيا وأوكرانيا؟ | بقلم علي الهماشي

هذا السؤال الافتراضي وجهه أحدهم في موقع من مواقع التواصل الاجتماعي وكان هذا جوابي :
نتصور إن حل المشاكل فقط بنهاية الأشخاص من خلال موته واختفائهم !، ونتساءل هل تغير العالم عندما مات أو اختفى هتلر؟.

أنا لا أتصور أن يتغير شيء ،العالم يعيش منظومة قيم أساسها الظلم ،وأساسها أن يتسلط القوي على الضعيف وأنْ يحاول القوي أنْ يكون أكثرَ قوةً ليظلم الاخرين ويتسلط عليهم وهذا ديدن الدول القوية،وديدن ألاشخاص أيضا فسلوك الدول وسياسياتها إنعكاس لسلوك أفرادها الذين يصلون لموقع القرار في بلدانهم.

الحرب هي نتاج فشل السياسية، والحرب بين روسيا واوكرانيا نتاج التفكير العقيم بعد فشل السياسة ،وعندما حاولت الدول الغربية حصر روسيا في زاوية خانقة كان لها ان تدافع عن نفسها (بمنطق بوتين) الذي يحاول أن يعيد قوة الاتحاد السوفيتي السابق.

وبمنطق الغرب هو توسيع مصالحها وحماية الشعوب الديمقراطية وأعني به الديمقراطية على المقاس الغربي والليبرالية وبقية المفاهيم والقيم التي يؤمن بها الغرب ويروج لها.

وكلاهما مفهومان قائم على المغالطات المنطقية، وعلى المصالح دون النظر لمصالح الطرف الاخر…

و قد استطاع الاعلام الغربي أن يزرع في وعي الجماهير في الغرب وبقية العالم من تقديم بوتين على انه هتلر القرن الحادي والعشرين ، رغم إنَّ هناك أصواتًا وعقول تريد الحقيقة أو تحاول قول الحقيقة إلا أنها تحاصر وتقمع بطريقة بعيدة عن (الديمقراطية) وحرية التعبير التي يدعي الغرب أنها من أهم القيم التي يناضل من أجلها ، إلا أننا نرى سلوكًا مخالفًا يصل الى حد القمع بحجة أنها الحرب ومنع انتشار الاصوات التي تخالف تلك القيم.

ونتصور كما في مفروض السؤال أنَّ المشكلة ستنتهي بموت بوتين لأنه ديكتاتور وقراراته فردية والى اخره من التصورات التي تتجسد في عالمنا العربي.

لكن هل الغرب أفضل منه !؟

وماذا لو مات الرئيس الاوكراني هل ستنتهي الحرب في اوكرانيا؟
نحن العرب نفكر في موت الديكتاتور او الرئيس او الملك ولانفكر في تغيير المنهج او تغيير القواعد السياسية المبنية على الظلم والاستبداد ،لاننا نقبل بهذا الامر عندما نكون الطرف القوي او المستفيد ،فنطالب بالعدالة عندما نكون في موقع الاستضعاف ونتناسى ذلك عندما نكون في الموقع الذي يتسنى لنا استخدام القوة فنتسخدمها بافراط و دون رأفة بالضعيف وإنْ كان عدوًا لنا { واذا بطشتم بطشتم جبارين}.

،مع إن الله أمرنا بالعدل وأنْ تكون العدالة هي المنهج في التعامل الفردي والعام ويجب أن تكون السياسة المتبعة {إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون}.

وعودًا على السؤال ربما يكون للفرد الاثر الاكبر في مصير الامم والعالم، وما يجري الان هو درس كبير بكل شعوب العالم عندما يكون مصيرنا بيد أُناس متسلطين تلبسهم نزعة السيطرة والقتل لمن خالفهم وبيدهم أعتى سلاح قد لا يحتاج الا إلى كبسة زر ليغير ليدمر معظم الكرة الارضية فإما الاستسلام وإما مقاومة هذا المنهج المتسلط وانهاء شريعة الغاب.

السيّد علي الهماشي، كاتب عراقي

السيّد علي الهماشي، كاتب عراقي مواليد بغداد، له كتابات سياسية عديدة في الشان العراقي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى