الاحدثالشرق الاوسط

خليجي 25 من بطولة كروية ودّية إلى كرنفال شعبي .. | بقلم علي الهماشي

ما يجري خارج ملعب البصرة الدولي أو ملعب (سعف النخلة) هو كرنفال شعبي كبير يتفانى فيه البصريون والشعب العراقي لاكرام ضيوفهم.

في الدول التي تحتضن مثل هذه البطولات يكتفي المضيفون بالابتسامة وبكلمات الترحيب ابتداءً من المطار الى الفندق مرورا بأسواق المدنية، وتكون هناك لجان تحرص على سلامة الضيوف، و تستنفر القوى الامنية من أجل سلامة الوافدين وتجوالهم في المناطق خارج محل السكن وهو الفندق الذي ينزل فيه الضيف.

أما ما يجري في البصرة لربما كان مفاجئا للكل، كان الخليجيون فيما سبق يعتذرون بسبب الوضع الأمني وربما تخوفهم من معاملة الشعب العراقي مع إخوتهم من بلدان الخليج، كان هذا الامر نتيجة التعبئة والشحن ضد الشعب العراقي وضد تجربته في التخلص من الديكتاتورية وإرساء نظامه الجديد.
ويكاد الاستنفار الامني وقوى الأمن (تتلاشى) في ضوء الاحتضان الشعبي للضيوف.

إختطاف من نوع آخر
بمجرد أن تتم دعوة أي خليجي وهو الطائرة وقبوله الضيافة يتم أخذه لبيت المضيف بدون سابق انذار وسجل أكثر من ضيف (أن الضيافة قد تكون بالالحاح ولا أقول الاكراه ) والقصص كثيرة في ذلك كثيرة لا أُغالي إن قلت إنه سلوك لا يقوم به شعب آخر غير الشعب العراقي.

هذا سلوكنا عندما نستقبل زوار المراقد المقدسة من بلدان العالم المختلفة والمجاورة وحاول الاعلام المضلل أن يقول إن هذا الاستقبال وهذا الكرم مسيس وللايرانيين فقط (باعتبارهم الاكبر عددا في الزيارات) ولكن خليجي 25 أسقط هذه الرؤية، فالعراقيون محبون لكل محيطهم العربي والايراني وربما يكون الوصل بين ايران والعرب مستقبلًا.

البرامج لا تغطي أخبار الفرق

لعل من النادر في البطولات أن لا تركز البرامج الرياضية وكذلك المراسلون على أخبار فرقهم الكروية بل انتقلت الى نقل أخبار الكرم العراقي، فهذا التلفزيون الاماراتي القطري الكويتي السعودي لم أطلع على البرامج العمانية واليمنية (لكني رأيت الضيوف من العُمانيين واليمانيين) وهم يتحولون في البصرة من خلال المشاهد التي نقلتها وسائل التواصل الاجتماعي.

برنامج الكأس تحول الى برنامج الناس

لابد من العروج على برنامج الكاس الذي يديره المقدم خالد الجاسم بوجود مجموعة من الضيوف من لاعبي كرة القدم السابقين الذي تتحول مجالسهم الى حوار وربما جدال وكأننا في مقهى شعبي في برنامج تغلب عليه العفوية إن جاز التعبير وهو ما كنت اسجله طيلة السنوات الماضية.

وفي خليجي 25 أصبح هذا البرنامج برنامج الناس فيما ينقله لنا من صور جميلة وصور حقيقية لمواقف العراقيين معهم ومع غيرهم ولا بد لي من تسجيل ملحوظتي أن برنامج (الناس) أو الكاس غلب على كل البرامج التي تغطي خليجي 25 بالنوعية والتنوع في المواضيع التي يتناولها وبضيوفه المتنوعين في كل جلسة إضافة لضيوفه الدائميين.

خليجي 25 نقطة البداية

كانت المشاركات العراقية قبل 2003وحتى قبل خليجي 25مشحونة لأسباب عديدة أيام النظام البائد وبعد التغيير لسوء فهم الاخوة الخليجين لاجواء العراق.

لتكن خليجي 25 نقطة التحول والانفتاح الخليجي على العراق بلدكم الذي يفكر باستضافتكم لتستمعوا بأجواء عراقية جديدة أساسها المحبة لأخيه العربي انطلاقا من عراقيتنا

عراقي أنا

في هذه البطولة انتزعنا من عقول الاخرين الوعي المضاد ضد الشعب العراقي الذي زرعه الاعلام المسيس بعد 2003، وأتذكر أني كتبت مقالا تحت عنوان (عراقي أنا) قبل 16عشر عامًا عندما نزع اللاعب هوار ملا محمد قيمصه بعد تسجيله الهدف ليُظهر للجمهور الشعار الذي يحمله على فانيليته البيضاء ومكتوب فيها (عراقي انا) انفعلت مع هذا الشعار وكتبت فيها تحية لروحية هذا اللاعب أنذاك في ملعب وساضع رابط المقال في النهاية.

واليوم يرفع العراقيون هذا الشعار عمليا وبطريقة تغلب عليها العفوية، وإن كان بعض الكرم مبالغ فيه حتى يطلب المراسلون من رئيس الاتحاد العراقي أن يخفف العراقيون كرمهم !

فالعراق يحب بإفراط ويكرم بإفراط ولكنه إفراط محبب غيَّرَ الكثير من الرؤى لدى الإخوة الخليجين والعرب عمومًا.

عراقي أنا إقبلوني كما أنا احمل التنوع في الديانات والمذاهب ولكنه يجمعني عندما استضيف الاخر، ويحملني عندما أُقابل الاخر.

رابط المقال  السابق (عراقي أنا )

السيّد علي الهماشي، كاتب عراقي

السيّد علي الهماشي، كاتب عراقي مواليد بغداد، له كتابات سياسية عديدة في الشان العراقي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى