ألابرزازمة لبنان

سنة على اغتيال المدينة(١٤): 4 آب الحقيقة لم تعد خافية على أحد! كتبت الأميرة حياة ارسلان

للاشتراك بالنشرة البريدية اضغط هنا

4 آب 2020 تاريخ يضاف الى مآسي الشعب اللبناني، الجريء المتحرر المتنور، المثقف، المبادر، لكن المستغفل من سياسيين فرضتهم ظروف عليه وأرغمته على قبولهم حتى وهو رافضهم بالعمق .

هذه الطبقة السياسية المستمرة منذ عشرات السنين تجلس على الكراسي وتتحكم بمصير لبنان، وأوصلته الى أبشع الظروف، طبقة إحترفت القتل في ايام الحرب وكانت طبقة ميليشيات، قتلته الشعب اللبناني ببطء أثناء أخذها إياه الى الهاوية، ولم تكتف بل قتلته عندما خزنت مواد متفجرة، اوصلت عاصمته التي تعد من اهم عواصم العالم الى زلزال مدمر.

4 آب هو نتاج لمؤامرة اختلطت فيها داخل الحدود وخارجها، وكان هناك مخطط لهذه المواد أن تكون عندنا، وتستعمل في الدول التي هي خارج الحدود ومن تأذى منها بقوة هو الشعب اللبناني الذي سقط منه ضحايا عديدة والشعب السوري الذي تعرض للقتل بالبراميل المتفجرة، وحتى أنها امتدت الى الشعب العراقي ولا احد يعلم ما اذا كانت وصلت الى الشعب اليمني أيضا.

لم تعد الحقيقة مخفية عن أحد، المجرمون كلهم تآمروا كي نصل الى هذا الواقع الاليم، العدو الاسرائيلي قصف المرفأ وعندما استهول هذا الحدث مع جمهوره تراجع وقال لا علاقة لي به.

فجماعة “هيهات منا الذلة” قبلوا بأن يتبرأ الاسرائيلي، والصقوها بسخافة كبيرة وباهمال وظيفي وبتلحيم، هذه الأمور لا تنطلي على أحد.

الدمار الذي سببه الزلزال أصاب البشر اولاً والحجر ثانياً و وجه لبنان ثالثاً. حتى أصبحنا اليوم مثار للشفقة ومثار للاستهوان.

عندما يستهين سياسيينا بنا الى هذه الدرجة، ويعيشون حياتهم كان شيئاً لم يحصل من بعد هذا الزلزال الذي هز العالم بأسره، وهم لا يهتزون، الاكيد أن العالم بأسره سيتساءل كيف لا يزال هذا الشعب راضياً بهذه الطبقة السياسية ؟

لا احد الا ودمي قلبه عندما رأى صور الضحايا ومعاناة أهل الضحايا، وعندما يرى كم تسببت هذه الازمة بتهجير لشبابنا وكفاءاتنا، وأهم شيء هجرة للجسم الطبي الذي كان أداءه يميز لبنان عالمياً.

شبابنا أصبح همهم وهدفهم الحصول على تأشيرة، والحصول على عمل خارج لبنان، لقد إستنزفونا وإستنزفوا طاقاتنا وقدراتنا ومع ذلك لا يزالوا موجودين، وأسوأ ما يمكن هو عندما نراهم يتخاصمون على الحصص والوزارات والمكاسب من هذا البلد الذي نضبت كل مقدراته.

بعد 4 آب البائسون اصبحوا أكثر بؤساً ومن كان يعيش الحد الادنى من الحياة أي بكرامة وبالاكتفاء الذاتي أصبح من الفقراء.

وضعنا الاقتصادي يرثى له، أما السياسي فلا حاجة للحديث عنه، وضعنا الاجتماعي اصبح وضع لا يشبه اللبنانيين، نحن الشعب الذي كان يسهر ويتآلف مع بعضه والذي كان يتجاوب مع ادنى متطلبات محيطه اصبح شعب يعتريه القلق والخوف على مستقبله، يفكر كل يوم كيف سينجى ويستمر ويتدبر اموره الحياتية اليومية.

ولكن الامل موجود لأن شخصية اللبناني شخصية مقاومة وقادرة ومثابرة ومواجهة ، وان شاء الله الفرصة باتت قريبة، وهي أن ننجح في تغيير هذه الطبقة التي هي أصل البلاء عندنا.

نحن معا سنغير، ولا احد بمفرده يمكنه التغيير، هنا ساخاطب الثورة والثوار والمجتمع المدني” يجب أن نكون واقعيين ولدينا واجب وقادرين على إنجازه في حال تكاتفنا وقدمنا التعاون ووضعنا الامور في نصابها، الرأي العام يراهن علينا والرهان هذا يجب ان ينجح لا ان يفشل”.

يجب أن نُظهر للرأي العام اللبناني أبهى صورة من صور الثورة ومن صور التكاتف والتعاون والتنسيق من اجل استعادة هوية الوطن وكرامته وان نستعيد صورتنا التي تشوهت في العالم.


لمن فاتته متابعة الأجزاء السابقة:

الأميرة حياة أرسلان

الأميرة حياة أرسلان رئيسة هيئة تفعيل دور المرأة، منسقة مجلس مجموعات من الثورة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى