ازمة لبنانالاحدث

سنة على اغتيال المدينة (١٥) : تفجير المرفأ وتدمير لبنان؟ | كتب أكرم بزي

للاشتراك بالنشرة البريدية اضغط هنا

“تفجير لبنان من بوابة المرفأ”، هذا هو المطلوب من تدمير مرفأ بيروت في 4 آب 2020، كان المراد ان يكون تفجير المرفأ مدخلاً أساسياً لتفجير لبنان بعد ان أحكمت حلقات الحصار الاقتصادي ومنع الدولار من دخول لبنان، وامتصاص وتصدير ما تبقى من العملة الخضراء، والتجويع هو آخر الأساليب التي تتبعها الإدارة الأميركية والأنظمة المتواطئة معها كي لا يبقى للبنان أي “قوة” معنوية كانت أم عسكرية.
مهما كانت ظروف وملابسات “عملية التفجير” إن كانت بفعل فاعل أم بالإهمال المتعمد أم إهمال المسؤولين، فالاستثمار بنتائجه واضحة وضوح الشمس، منذ اللحظات الأولى لعملية التفجير تمت توجيه عملية الاتهام نحو البيئة الحاضنة “لقوة لبنان الأساسية” والمطلوب رأسها لما تشكله “الخطر الحقيقي والوجودي على الكيان الصهيوني”، بحسب وسائل الإعلام العبرية.
الرئيس إيمانويل ماكرون وفي المؤتمر الصحافي الأخير في زيارته الأخيرة إلى لبنان حمّل الطائفة الشيعيّة ممثلة بـ “الثنائي” مسؤوليّة فشل المبادرة الفرنسيّة، بالإضافة الى رئيس الجمهوريّة  العماد ميشال عون والفرقاء الآخرين عرضاً دون ذكرهم، بالاسم. وهدد الطائفة الشيعيّة تحديداً إما القبول بالشروط “الفرنسيّة الأميركيّة” أو الاستعداد للضرب.
“ثمة غرفة عمليات أنشئت في احدى العواصم العربية (منذ أكثر من عام)، هدفها اثارة الفوضى في لبنان واعادته الى ما كان عليه في الحرب الأهلية اللبنانية، من خلال عناصر لبنانيّة وأدوات محلية لديها الخبرة، وقامت باعداد العناصر اللازمة لتنفيذ ذلك وما نراه على وسائل الإعلام اللبنانيّة من استغلال وقح لعملية تفجير المرفأ، ليس  من قبيل الاستعراض فقط، انما هو رسائل للداخل والخارج بالاستعداد لما هو مخطط”.
وما حدث في خلدة في 1-8-2021  يأتي في هذا السياق، “فالعملية الثأرية” التي تمت فيها تصفية المواطن علي شبلي، وما تلاها من كمين مسلح ومدبر للمشيعين كان الهدف منها فتنة سنية – شيعية وتفجير الوضع الأمني في كل البلد وليس في هذه المنطقة تحديداً، والعناصر التي أقدمت على هذا الفعل الشنيع هي عناصر مشبوهة ولديها سوابق “أمنية خطيرة”، تحدثت عنها وسائل الإعلام اللبنانية فيما مضى وخاصة المدعو “عمر غصن” الذي يعتبر”المتورط الرئيسي”.
يقول النائب اللواء جميل السيد: “تؤكد المعلومات أن بعض من خطط وشارك في الكمين كان يستدرج ردة فعل عشوائية من حزب الله وأنصاره بما يؤدي إلى قتل وتهجير جماعي وحرق منازل. ولذلك، ستستمرّ التحقيقات والتوقيفات التي يتولاها الجيش حتى النهاية للوصول إلى رؤوس الفتنة”.
اذاّ كان المطلوب التفجير في خلدة واستمرار عمليات التوتير والتفجير وصولاً لذكرى 4 آب، حيث كان المطلوب الوصول الى ذروة التصعيد الاستفزازي، وهذا ما ظهر من خلال الممارسات “القواتية” من تشبيح وعراضات عيسكرية، واعتداءات على بعض مناصري الحزب الشيوعي اللبناني أدت إلى 10 جرحى، بالإضافة إلى انضمام مناصرين من بقايا 14 آذار، والتي قامت أيضا برفع شعارات استفزازية “لفئة معينة” من اللبنانيين.
انه نفس السيناريو الذي اتبع بعد أحداث واغتيالات العام 2005، لأخذ البلد الى المجهول، ونفس الأدوات ووسائل الإعلام “المدفوعة الأجر”  التي تقوم بالتحريض عند كل حدث وكل مناسبة محاولة الاستثمار في دماء ومصائب الناس لتحقيق المآرب الدنيئة والمادية وسعياً لاسترضاء “السفارات” المتآمرة على البلد، والتأجيج الطائفي الممجوج سعياً لتحصيل أصوات إضافية في الانتخابات النيابية المقبلة حيث “رهان” السفارات والولايات المتحدة تحديداً تحقيق الأكثرية النيابية وفرض أجندتها السياسية على كل البلد واستلام زمام المبادرة وإيصال من تريد إيصالهم في المراكز والمناصب الأساسية لتحكم البلد كيفما تشاء.

لمن فاتته متابعة الأجزاء السابقة:

الكاتب أكرم ناظم بزي

الكاتب والباحث اكرم ناظم بزي صحافي وباحث لبناني، يكتب في الادب والسياسة والعلاقات الدولية، لديه العديد من الأبحاث وعمل رئيساً لتحرير موقع إنارات.نت وفي الصحافة اللبنانية والعربية، لا سيما في دولة الكويت وهو عضو في جمعية الصحافيين الكويتية، ونقابة مخرجي الصحافة اللبنانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى