سنة على اغتيال المدينة (٢١): لبيروت ايضاً بيرمودا | بقلم فؤاد سمعان فريجي
للاشتراك بالنشرة البريدية اضغط هنا
لأنكِ ولدتِ قبلهم بمئات السنين وطغى اسمكِ على باقي العواصم وصوتكِ لم يصمت يوماً منذ فجر التاريخ .
لأنكِ يا بيروت لم تستسلمِ يوماً لجحافل المعتدين ولم تتهاونِ في الوقوف كالطود أمام الأعاصير المتلاحقة التي استهدفت سمعتكِ امام وجه العالم .
هل تعلمين يا بيروت ان حُسادُكِ كثر والحاقدين التاريخين عليكِ أرقامهم وأعدادهم تفوق الخيال ؟
بيروت يا تُحفةً دهرية ثمينة يا عنقاً عاجياً يتوسط نصف الكوكب بجمال خارقاً لم تعرفه الطبيعة البشرية .
ولأنكِ اول من اطلق الحرية من بين جدران السجانين والقتلة وشرعتِ حرية الرأي ، وغمرتي المُضطهدين والملاحقين من بين اعواد المشانق والموت ، ورفعتِ كأس المحبة بوجه قوانين الذل ، وحررتي الكلمة من قبضة الديكتاتوريات ، واطلقتِ سراح الجمال الذي كان يحترق في اقفاص العار .
يا بيروت يا عاصمة لم تلد مثلها لا في كوكب الأرض ولا في المجموعة الشمسية عطارد ، الزهرة ، الأرض ، المريخ ، المشتري ، زحل ، أورانوس ، و نبتون ، وحتى ولا في ال١٠٠ مليار كوكب ألذين يدورون حوّل النجوم !
انت ِمخلوفة يا بيروت ولدتِ من رحم الوجود ، لقد حاول العالم مجتمعاً ان يُطوعكِ كي تسيري على الطرق الملتوية فأنتفضتي امام الجلادين والسفاحين ، حتى احبوك مثل العشاق الذين تقتلهم الغيرة .
لأنكِ يا بيروت درة الشرق الغرب وساحرة ١٩١ دولة ، واسطورة الصمود الذي ابهر عقول التخريب والغرف المظلمة ، كل مرة يُحاولون الأعتداء على قميصُكِ الذي يهدل جمالاً وروعة ، ويبتدعون الأساليب لتشويه وجهَكِ الساحر ، فيظهر لهم ( بارمودا ) يبتلعهم ويُصبحون بلا اسماء وذكر وحدث ويُسجلهم التاريخ تحت خانة الساقطين والمارقين !!
لقد دُمرت بيروت وتم الأعتداء عليها وصراخها وصل الى كبد السماء ووجعها لم يستطع اطباء الكون مُداواته وتهاوت ، لكنها لم ولن تسقط انظروا الى رمادها المنثور الذي علّق على باب التاريخ متوعداً الأشباح الذين مسوا عُذرية أرضها وحاولوا أغتصابها عندما وقعت ضحية ، بأظافرها هشمت وجوههم وبدموعها فتت اجسادهم !انتظروا منها ما لم يكن في حسبان عقل ولا في تفكير كائن سوف تعود بيروت منارة العالم رغم انوف الآف الأعوام من توارث الحقد الأعمى !
بيروت انتِ حبيبتي التي اتكئ عليها ، بعدما فقدت الهتي التي علمتني ان اقول الحق ولو في حضرة سلطان جائر .
لمن فاتته متابعة الأجزاء السابقة:
- سنة على اغتيال المدينة (١) د. عدنان منصور يكتب: من ٤ آب إلى ٤ آب، تخاذل سلطة وعجز قضاء…
- سنة على اغتيال المدينة (٢): تنهض بيروت فينهض لبنان… وإلّا | بقلم توفيق شومان
- سنة على اغتيال المدينة (٣): في ذكرى الجريمة | بقلم د. حسن احمد خليل
- سنة على اغتيال المدينة (٤): بيروتشيما… انفجار مرفأ بيروت…| بقلم د.أحمد عياش
- سنة على اغتيال المدينة (5): لا حقيقة غير حقيقة الموت في حقول القتل | بقلم د. بيار الخوري
- سنة على اغتيال المدينة (٦): مجدي منصور يكتب لبنان من موطن لوطن
- سنة على اغتيال المدينة(٧): زمن التخبط والضياع، قراءة قانونية للعميد عادل مشموشي
- سنة على اغتيال المدينة (٨) : عام على “بيروت-مونيوم” … نكبة لبنان الحديث !! | كتب د. محي الدين الشحيمي
- سنة على اغتيال المدينة(٩): د. علوان أمين الدين يكتب عن إعادة إعمار المرفأ بين النفوذ والإقتصاد والسياسة
- سنة على اغتيال المدينة (١٠): إضافة الإهانة إلى الأذية | بقلم د. بولا الخوري
- سنة على اغتيال المدينة(١١) : انفجار المرفأ، الفساد يعادل الاحتلال | بقلم قاسم قصير
- سنة على اغتيال المدينة(١٢) : القضاء اللبناني هو صاحب الصلاحية للوصول الى مرتكبي جريمة المرفأ | بقلم المحامي عمر زين
- سنة على اغتيال المدينة (١٣) :التَّداعيات الاقتصادَّية والجيوسياسيَّة لتفجير وجه لبنان | كتب البروفسور مارون خاطر
- سنة على اغتيال المدينة(١٤): 4 آب الحقيقة لم تعد خافية على أحد! كتبت الأميرة حياة ارسلان
- سنة على اغتيال المدينة (١٥) : تفجير المرفأ وتدمير لبنان؟ | كتب أكرم بزي
- سنة على اغتيال المدينة (١٦): لا عاصمة إلا أنتِ | بقلم أميرة سكّر
- سنة على اغتيال المدينة (١٧): مدينة خانتها شجاعة الرحيل | بقلم دلال قنديل
- سنة على اغتيال المدينة (١٨): لا أحد أكبر من بيروت الوطنيّة | بقلم د. رنا منصور
- سنة على اغتيال المدينة (١٩): كي لا ينسوا هم | بقلم حسّان خضر
- سنة على اغتيال المدينة (٢٠): يا ويلكم من تلك الساعة | بقلم د. سلام عبد الصمد