ازمة لبنانالاحدث

سنة على اغتيال المدينة (٢٤): لبنان مُصادر في قبضة من اللامسؤولين |بقلم القاضي حسن الحاج شحادة

للاشتراك بالنشرة البريدية اضغط هنا

جريمة الاهمال المستمر

لم تنته معاناة اللبنانيين بعد، هذه جريمة المرفأ في ذكراها الاليمة الاولى تمر وكأن الساعة لم تتحرك عقاربها بعد، يدور لبنان في حلقة مفرغة لأنه واقع في قعر المستنقع الذي أسس له كل سياسي وخائن لوطنه وكل مهمل أخل بواجبه وكل متآمر غطى على جرم وهو يعلم بخطورته . أي جنس هؤلاء ؟ أفلا يتأثرون بالالم أو بجهنم ونارها التي بُّشر اللبنانيين بها . او بالغلاء الذي لا حدود له ام بفقدان الاحبة والاهل والاصدقاء حتى بدمار بيروت وقلوب اهل الشهداء فيها بسبب جريمة العصر الاليمة .

لم يتأثرو ولم يشعرو ولا حتى يتذكرون، حتى وإن أبدى كل واحد منهم حرصه على كشف الحقيقة وتقديم الفاعلين إلى العدالة إلا أن معظم هؤلاء لا يسعى إلى ذلك ولا يعد الأمر في سلم أولوياته، على الرغم من أن لبنان قد شارف على وداع العالم الجميل الحر المستقل الكريم .

هل يعقل أنه قد كتب لنا ان نبقى أسرى القضاء والاستنابات والحصانات والاذون من اجل الوصول الى حقيقة قد ظهرت قبل أن تنتهي التحقيقات بها ؟ .

من ليس له علاقة فعلا لا يخاف المحاكمة ولا يهاب القضاء بل من يخاف يضع نفسه في خانة الشبهات .

ان إنفجار المرفا حادثة آلمتنا وقضت على مستقبل العديد من اللبنانيين سواء متضررين مباشرة ام غير مباشرة ،ما حصل الحق الضرر بكل لبناني وكل شاب وشابة، لقد فقدوا الامل بوطنهم وها هم يتصارعون مع ظلمات الحياة فيه كل ساعة في سبيل تامين ادنى مقوم من مقومات الحياة التي اذا توفر منها شيء يتوفر بذل ، ولا يزال أكثر من مسؤول لبناني يبشرنا بالمزيد من التأزم والمعاناة والسوداوية بعد فيما من المفترض أن تكون مفاتيح الحلول بأيدي هؤلاء. فهل إنقلبت المقاييس عندنا ؟ وهل ستبقى كذلك؟.

لبنان مُصادر ويقع ضمن قبضة من اللا مسؤولين الذين لا يبالون بما يفعلون ولا بنتائج ما صنعته أيديهم ، لا بل أكثر ربما حتى لا يبالون إذا كان مصير لبنان الكيان والدولة والأرض والشعب والتاريخ والجغرافيا مهدد بمخاطر أكثر بكثير من التي لحقت به في الحرب الأهلية وخسائرها الباهظة في البشر والحجر.

تمر السنة الأولى على هذه الفاجعة واهالي الشهداء الذين سقطوا فيها والشهداء الاحياء منهم والمفقودين لا زالوا بانتظار تبيان الخيط الابيض من الاسود في هذه القضية ليس لقبض الاثمان او التعويضات، بل من اجل احياء العدالة لحياة من تبقى من هذا الشعب المظلوم . ولكن الخيط الرمادي لا زال مسيطراً .

الأهم هنا أن الثقة بالقضاء لن تزول وستبقى وسينتصر الحق. هناك قضاة شرفاء واهالي اوفياء ولبنانين عظماء وراء هذه القضية المفصلية في أساس تغيير واجهة ووجهة لبنان باذن الله .

فليكن الرابع من آب الذي سبقه الاول منه ونحن نحيي ونرفع العلم بعيد الجيش اللبناني الذي له تحية واكبار وحب لا ينتهي في قلوبنا.

وبقدر محبتنا لجيشنا الوفي المضحي، نعاهد الشهداء واهاليهم وكل لبناني شريف بأن تكون نتيجة القضية الاولى اليوم قضية المرفأ مدخلا لانتاج سلطة لهذا البلد تحفظ من خلالها كرامات وحقوق وعدالة اهله . لقد اعتاد اللبناني على اللطمات تلو الاخرى حتى تحقيق مطالبه وسوف تتحقق باذن الله . يكفي متاجرة بحياة الناس ولقمة عيشهم ، فليستيقظ الذين اوصلوا البلاد الى الانهيار او ليرحلوا . وليرحم الله الشهداء ويلهم الاهالي الصبر ويحقق لهم وللبناييين عدالة تنصفهم، وعاشت العدالة والحقيقة….. وعاش لبنان….. .

لمن فاتته متابعة الأجزاء السابقة:

القاضي حسن الحاج شحاده

القاضي حسن الحاج شحادة ، هو قاضي بيروت الشرعي، كاتب ومحاضر اعلامي في الاحوال الشخصية والعلوم السياسية والقانونية وحقوق المرأة والطفل والأسرة ، مؤلف كتاب حقوق المرأة بالإشتراك مع الفقيد العلامة محمد حسن الأمين وهو رئيس الجمعية الخيرية للأعمال الإنسانية ، تسلم رئاسة مجلس ادارة الصندوق التعاوني للمساعدين القضائيين للمحاكم الشرعية السنية والجعفرية والمذهبية الدرزية لأكثر من 15 عاما .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى