ازمة لبنانالاحدث

سنة على اغتيال المدينة (٣٠) : هناك من لا يريد الإستقرار للبنان | بقلم علي أمين

للاشتراك بالنشرة البريدية اضغط هنا

عام مضى على الحادث المؤلم الذي أصاب مرفأ بيروت نتيجة انفجار شحنة من نيترات الأمونيوم المخزنة داخل “العنبر 12″ـ انفجار شوّه وجه العاصمة وألحق خسائر جسيمة في الأرواح فاقت حصيلتها 200 ضحيّة و6 آلاف جريح، أيادي عبثية وراء مثل هكذا انتكاسات في عالمنا العربي الذي لا يزال يعيش في مراهقة سياسية تخطتها الكثير من الأنظمة العالمية، هدفها ان يكون لبنان مثله مثل بعض الدول ساحة لتصفية الصراعات واستكمال الحسابات والمديونيات السياسية.

وعلى الرغم من قوة لبنان التي تكمن بصلابة مكونات مجتمعه، إلا أن هناك قوى لاتريد لهذا البلد الإستقرار، أزمات تخرج إلى العلن من حين إلى آخر، وفي حال غياب الأزمات تخترع هذه القوى أزمة لتُدخل لبنان فيها. فمنذ الاجتياح الإسرائيلي للبنان، إلى الحرب الأهلية، وصولا إلى اتفاق الطائف الذي أتى بتسويات مذهبية وطائفية ومحاصصة ربما لم تلبِ حاجات المواطن وتلمس همومه، ومع ذلك تحركت سفينة التنمية وعم الهدوءـ الى أن حصلت حادثة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري عام 2005، في حادث تفجير هز العاصمة بيروت، تبعته سلسلة اغتيالات استهدفت شخصيات سياسية عدة.

وعلى الرغم من كل هذه الأحداث الداخلية، جاءت حرب تموز عام 2006 التي أظهرت قوة المقاومة اللبنانية، وتماسك الشعب اللبناني، والوحدة بين صفوفه أمام العداون الإسرائيلي.

الاحتقان السياسي الناتج عن اذكاء روح المنافسة
مع انفجار ثورات الربيع العربي التي ضربت الكثير من الدول العربية ومن ضمنها لبنان إضافة الى الدور المحوري الذي قام به “حزب الله” في الحرب على سوريا، أثرت بشكل كبير على الداخل اللبناني، بالإضافة إلى حقول الغاز التي اكتُشفت في شرق البحر المتوسط خلال السنوات الماضية، جعلت لبنان يتطلع إلى أن يصبح لاعبًا مهمًا جديدًا في معادلة خط الأنابيب الذي يربط شرق المتوسط بأوروبا، إلا أن هناك حربًا تكتيكية يلعبها مندوبون عن الدول العظمى هنا وهناك.

في ظل هذا البحر المتلاطم من المصالح الدولية والعلاقات المتشابكة التي تنتج عنها مصالح وصراعات هنا وهناك، قد تكون من مسببات ما حدث بالإضافة إلى الإهمال والتقصير من الجانب الحكومي المسؤول بالدرجة الأولى عن حيثيات هذا الحادث المؤلم.

الإهمال الذي ينتج ويولد كوارث
ومع تضافر الجهود من كل محبي السلام والدعوة إلى مؤتمر مانحين لإخراج لبنان من هذه المحنة، ومع تهافت شركات الأعمار مع بعض الدول الصديقة لإعادة بناء وإعمار المرفأ لازالت البيروقراطية الحكومية مع قوانين التعايش التشاركية حسب توجهه بعض المحللين من الداخل والخارج اللبناني من متابعي هذا المشهد تُعطل هذا التوجه ربما لايجاد قاعدة تشاركية يتم بدء العمل بها او لقوانين شاخت واهترئت داخل اوراقها مع شراكة ضامنة ومعطلة كمايقولون في المعنى ذاته.

آخر الأزمات التي يعاني منها لبنان أزمة المحروقات على الرغم من وجوده إلى جانب الكثير من دول الجوار العائمة على بحور منها، ولبنان بحاجة لإرسال ما يعزز استقرار السوق وما يغطي حاجات البلاد للخروج من هذة الأزمة. لذا يجب على القيادة داخل لبنان تغليب روح المسؤولية والمصلحة اللبنانية العليا على صغائر الصراعات والمنافسات التي قد تؤدي وبشكل كبير إلى تعطيل وتوقيف دوران عجلة التقدم والتنمية.

لمن فاتته متابعة الأجزاء السابقة:

علي امين، رئيس مركز الاميرال لدراسات المستقبل

علي امين مواطن يمني، رئيس مركز الاميرال لدراسات المستقبل في العالم السيبراني. تلقى تعليمه الجامعي في ادارة الاعمال وشغل مركز رئيس اتحاد الطلبة في معهد الثورة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى